يغادر مجموعة من مشجعي الرجاء البيضاوي، اليوم، مطار محمد الخامس في اتجاه الإمارات العربية المتحدة، لتشجيع فريق العين الإماراتي في مباراته أمام نادي الشباب، برسم نهائي كأس رئيس الدولة. لم يقتصر الفريق العيناوي على الاستعانة بخدمات لاعب الرجاء سفيان العلودي شفاه الله، بل استعان بمشجعين يصنعون الفرجة في المدرجات، فقد وجهت الدعوة لكل من هشام العزوزي الشهير بلقب الكربة وهشام الشعب ومصطفى مانولو، وطلب منهم على عجل تهييء جوازات سفرهم واستنفار حناجرهم وطبولهم لدعم العين، على الفور باشر المشجعون عملية إحماء وأقاموا بروفات لتكييف التشجيع الرجاوي على المقاس العيناوي. حز في نفس بعضهم التخلف عن حضور مباراة فاس، وقال آخرون إنها فرصة لابتلاع نكبة أيت ملول، وانكب الجميع على صيانة الطبول وأدوات العمل، وأبدى أحدهم حسرته على تشجيع فريق بنفسجي اللون ضد فريق الشباب صاحب اللون الأخضر، قبل أن يحيله زميله على شراكة رجاوية عيناوية تبيح الاستعانة بالكفاءات على البساط الأخضر والمدرجات. لأول مرة ينتقل مشجعون مغاربة، على سبيل الإعارة، إلى بلد آخر، لتشجيع فريق في إطار اتفاقية التشجيع المشترك، لكن العديد من المشجعين وضعوا رهن إشارة فرق محلية أخرى ولبوا دعوة مسؤوليها «في وقت الشدة»، فقد سبق لمانولو الرجاء أن استنفر فريقا من المشجعين ورحل إلى بني ملال لدعم فريقها، حين كان يصارع من أجل الصعود إلى القسم الأول، مستندا إلى قواسم مشتركة بين الناديين كاللون والإسم والتاريخ. وفي مدينة المحمدية يوجد مشجع حليق الشعر، شجع شباب المحمدية قبل أن يوسع اختصاصاته لتشمل الاتحاد الفريق الثاني للمدينة، ويضع طبله رهن إشارة بقية الفرق الوطنية التي تريد أن تدفئ ملاعبها وتذهب عنها هم العزوف الجماهيري. نحن الآن أمام ظاهرة جديدة، تجعل المشجع مطلوبا في الدوريات الخليجية بالخصوص، مما يدفع بالوسطاء إلى ضم هذه الفئة إلى مجال اهتمامهم، فليس اللاعب والمدرب والحكم والطبيب هم المستهدفون من النوادي الأجنبية، بل إن فئة المشجعين قد دخلت على الخط اعتبارا لأهمية التشجيع في صنع النتائج على أرض الميدان. بإمكان المشجع المعار أن يطالب بتوقيع عقد انتماء يتضمن واجبات التشجيع، وتغطية صحية ضد آلام الحنجرة والزكام، وتأمين على المعدات. لن نستغرب غدا إذا طالعتنا الصحف المغربية والخليجية بإعلانات مكاتب الهجرة، التي تبحث عن كفاءات في فن التشجيع، وتحدد لائحة المهارات المطلوبة كالخبرة في ميادين الكرة والقدرة على نظم القوافي والكفاءة في قرع الطبول والمعرفة بأخبار الدوريات الخارجية. مانويل كانيرز مانولو إسبانيا الشهير، رجل بوهيمي غاب عن بيته شهورا وهو يركض وراء المباريات، وحين عاد إلى منزله في مدينة فالنسيا، اكتشف أن زوجته وأبناءه قرروا الرحيل إلى وجهة غير معلومة، ولأن الرجل مسكون بجدبة الطبل، فقد أعلن خلاصه من قيود الزوجية وعقد قرانه مع طبل.