توفيت امرأتان وأصيبت حوالي تسع نساء بجروح متفاوتة الخطورة، مساء أول أمس الاثنين، خلال تدافع بين المصليات بمراكش. وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها «المساء» من بعض الضحايا، فإن تماسا كهربائيا لحق بعض الأسلاك الكهربائية داخل مدرسة الإمام السهيلي، الابتدائية، بمنطقة سيدي يوسف بنعلي، خلق هلعا في صفوف النساء اللواتي حللن للصلاة داخل المؤسسة التعليمية، التي اتُّخذت مصلى لأداء صلاة التراويح. وأوضحت بعض النساء، في تصريحات متطابقة ل»المساء» أنهن كن «متخشعات في صلاة التراويح»، إلى أن انقطع صوت المكبر، الذي يوصل صوت إمام صلاة التراويح إليهن، مما أدى إلى حدوث ارتباك في الصلاة، حيث صار عدد من النساء يركعن، والباقيات يسجدن، إلى أن سمعن أصوات بعض النساء يطلبن منهن الهروب، لأن النيران اندلعت في بعض الأسلاك الكهربائية الموصلة بمكبر الصوت. أحدث صوت المرأة، التي طلبت من النساء الهرب، فوضى عارمة في صفوف المصليات، اللواتي حججن إلى مدرسة الإمام السهلي، التي اتخذت ساحتها، خلال شهر رمضان، فضاء لأداء صلاة التراويح، مما أدى إلى تدافع المئات من النساء. وقد أسفر هذا التدافع عن وفاة امرأتين، تبلغان من العمر 65 و70 سنة، بينما أصيبت تسع نساء بجروح متفاوتة الخطورة. وعلمت «المساء» أن حالة امرأة تبلغ من العمر 71 سنة، خطيرة، بعد أن أصيبت بحالة اختناق، مما عجل بإيداعها قسم العلاج بالصدمات. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الضحايا اللواتي نقلن إلى مستشفى ابن طفيل على وجه السرعة، ويتعلق الأمر ب «فاطمة. م»، والمزدادة سنة 1983، و»سكينة. ر»، و»فدوى. م»، المزدادة سنة 1988، و»فاطمة. ب»، المزدادة سنة 1973، ورابحة. ا»، البالغة من العمر 71 سنة، و»زهرة. م»، المزدادة سنة 1958، و»فاطمة. و»، المزدادة سنة 1971، و»لكبيرة. أ»، البالغة من العمر 63 سنة، إضافة إلى امرأة أخرى، أصبن برضوض وجروح في أنحاء متفرقة من أجسامهن، مما أدى إلى إخضاعهن إلى بعض الفحوصات، وقدمت لهن بعض العلاجات الضرورية، قبل أن تغادر البعض منهن المستشفى. وفي الوقت الذي أرجعت أسباب الحادث إلى صرخة إحدى النساء التي ادعت أنها تعرضت للدغة أفعى أو عقرب، نفت النساء اللواتي استمعت لهن «المساء» ذلك، مؤكدات أن الأمر يتعلق بتماس كهربائي لحق الأسلاك الكهربائية. وأوضح سعيد المزي، الحارس العام لمستعجلات ابن طفيل، في تصريح ل»المساء» أن حالتين نقلتا إلى مستشفى ابن طفيل بعد لفظهما أنفاسهما الأخيرة داخل المؤسسة التعليمية، التي شهدت الحادث الأليم، قبل أن يتم استقبال باقي المصابات، اللواتي سُخِر لهن طاقم طبي إضافي، عمل على إجراء الفحوصات الضرورية وتقديم الإسعافات الأولية لهن. وأشار المازي إلى أن الطاقم الطبي العامل بالمستشفى قام بمجهودات كبيرة من أجل إخراج إحدى المصابات من دائرة الخطر وإسعاف باقي المصابات، نافيا أن يكون المستشفى قد تلقى مصابين من الرجال. وحل عبد السلام بيكرات، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل، حيث تفقد أسر الضحايا، ووقف على حالة المصابات، اللواتي أعطيت تعليمات من أجل وضعهن تحت العناية المركزة. وفي الوقت الذي سيتم تشييع جثماني الضحيتين اليوم بمقبرة باب اغمات، لازال التحقيق جاريا لمعرفة ملابسات وظروف الحادث. وأوضحت مصادر «المساء» أن التحقيق سيجري لمعرفة الجهة التي رخصت للمصلين بأداء صلاة التراويح، داخل مؤسسة تعليمية، دون أن تتوفر في الفضاء شروط السلامة.