لقيت امرأتان، تبلغان على التوالي 52 و73 سنة، مصرعهما، ليلة أول أمس الاثنين، أثناء صلاة التراويح، بالمؤسسة التعليمية "الإمام السهيلي"، بشارع المدارس، في حي سيدي يوسف بن علي بمراكش وذلك بعد تدافع المصلين، جراء تماس كهربائي أدى إلى اندلاع حريق، ما خلق هلعا في نفوس المصلين والمصليات اللواتي حاولن الهرب. وأسفر الحادث المأساوي، الذي وقع حوالي العاشرة والنصف ليلا، عن إصابة 60 مصلية بجروح متفاوتة الخطورة، وصفت حالة أربعة منهم بالخطيرة، ما استدعى نقلهن على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، في حين أحيلت جثتا الضحيتين على مستودع الأموات بباب دكالة. واستنفر الحادث مختلف الأجهزة الأمنية بولاية أمن مراكش، التي انتقلت إلى مكان الحادث، للقيام بالتحريات الأولية، وتتبع سير التدخلات لإنقاذ المصابين ونقلهم إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية. وحسب مصادر مطلعة، فإن انفجارا مدويا سمع بالمؤسسة التعليمية المذكورة، ما أدى الى تدافع المصلين خصوصا بالنسبة للنساء اللواتي ارتمين من أعلى الدور في المؤسسة التعليمية، التي جرى اعتمادها مسجدا بديلا خاصا بالنساء، في محاولة للهروب. وأضافت المصادر نفسها أن كثرة مصابيح الإنارة، بما فيها "البروجيكتورات" مرتفعة الاستهلاك، كانت وراء الانفجار وحدوث تماس كهربائي، ما خلف حالة من الذعر والخوف في نفوس المصلين. وتساءلت المصادر ذاتها كيف رخص مدير المؤسسة التعليمية بتحويل ساحة المدرسة إلى مكان للصلاة دون توفر أدنى شروط السلامة، من خلال الغياب التام لعناصر الوقاية المدنية أو الهلال الأحمر. وكانت عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية هرعت إلى مكان الحادث فور تلقيها الخبر، إذ تمكنت عناصرها من إنقاذ الضحايا اللواتي كن أغلبهن في حالة إغماء، ونقلهن إلى المستشفى المحلي بالمدينة. وفتحت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش تحقيقا في موضوع الحادث لمعرفة الظروف والملابسات الحقيقية التي أدت إلى وقوعه، تحت إشراف النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، في انتظار تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات.