عرف حفل اختتام مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط في دورته ال51 مساء يوم السبت الماضي غياب أبرز الوجوه المعتادة، حيث غاب وزير الاتصال خالد الناصري، ونبيل بنعبد الله، رئيس مؤسسة المهرجان، والسفير المغربي الحالي بإيطاليا، ورئيس الجماعة الحضرية بتطوان الطالبي العلمي، ونور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، كما غاب أغلب الفائزين بالجوائز، حيث تسلمها عوضا عنهم بعض أعضاء جمعية أصدقاء السينما بتطوان. وفاز الشريط الإيطالي «سونيتول» للمخرج سالفتور مرو بالجائزة الكبرى من صنف الأفلام الطويلة، كما خصصت جائزة محمد الركاب، وهي جائزة خاصة بلجنة التحكيم، وجائزة عز الدين مدور إلى شريط «سنوو» للمخرجة البوسنية عايدة بيغيتش، وهو إنتاج بوسني ألماني إيراني مشترك لسنة 8002، فيما صوت الجمهور التطواني لمرتين للمخرج محمد الطريبق عن فيلمه «زمن الرفاق»، وهو الفيلم الذي تم عرضه مرتين متتاليتين، كما نال تصويت الجمهور لمرتين أيضا عكس الأفلام الأخرى. أما جائزة أحسن ممثل فكانت من نصيب الروماني كوسمين سيلسي عن دوره في فيلم «شانج» للمخرج السينمائي نيكولاي مارجينوني، بينما عادت جائزة أحسن ممثلة إلى التركية أيكا دامغاسي، عن دورها في شريط «ماي مارلون وبراندو» للمخرج التركي حسين كرابي. وفيما يخص الجائزة الكبرى للمهرجان الخاصة بصنف الأشرطة القصيرة، فقد فاز فيلم «أطا» للمخرجين الفرنسيين سلغلا زينسيرسي وغيوم جيوفانيتي، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم إلى الشريط الإسباني «حياة أفضل» للمخرج لويس فيرنانديث رينيو، في الوقت الذي احتفظت لجنة التحكيم بجائزة الابتكار الخاصة بهذا الصنف السينمائي. وبخصوص جائزة المهرجان الخاصة بالأشرطة الوثائقية، فقد فاز شريط «حدائق جاد» للمخرج جورجي لازافسكي وهو عمل فرنسي فلسطيني مشترك. وتم تكريم المخرج السينمائي المغربي لطيف لحلو مخرج الشريط الطويل «سميرة في الضيعة» الذي أنتج سنة 7002، وتقديم ثلاثة أشرطة قصيرة أنجزها تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة، في إطار الورشات المنظمة حول فن السيناريو والإخراج، خلال فعاليات المهرجان. وعرفت المسابقة الرسمية للمهرجان مشاركة 43 شريطا طويلا وقصيرا ووثائقيا تمثل بلدان رومانيا وتونس وفلسطين وسورية ومصر وإسبانيا والبوسنة والهرسك وفرنسا واليونان وإيطاليا وتركيا والمغرب. كما شهدت هذه الدورة، عرض أزيد من 06 شريطا طويلا خارج المسابقة الرسمية للمهرجان. وشملت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، من صنف الأفلام الطويلة والقصيرة، المخرج السينمائي الجيلالي فرحاتي والممثلة والمخرجة المغربية، الفرنسية زكية الطاهري ومدير التصوير الفرنسي روبير ألازراكي والممثل السوري بسام كوسة والناقدة السينمائية الإسبانية أسوثينا رودريغيث بوميدا. أما لجنة تحكيم الأشرطة الوثائقية فقد ضمت الأستاذ الجامعي محمد أنقار، والمخرج المغربي نور الدين كونجار والمخرجة الفلسطينية مي المصري والناقد السينمائي ميشال سيرسو والناقد السينمائي التونسي كامل بن وناس. وتم خلال فعاليات المهرجان تكريم المخرج المصري يوسف شاهين، والممثل المغربي القدير حسن الصقلي، حيث نظمت بهذه المناسبة ندوتان سلطت خلالهما الأضواء على حياة ومسار الرجلين وما قدماه من أجل تطوير السينما المصرية والعالمية بالنسبة للمخرج شاهين، والمغربية بالنسبة للممثل الصقلي. وبخصوص تراجع مستوى المهرجان، من حيث عدد الجمهور وعدم كسب رهان 52 ألف متفرج، فقد ذكر محمد حسني، مدير المهرجان، في ندوة صحفية تم عقدها يوم الاختتام، أن السبب يعود إلى تزامن المهرجان مع تنظيم البطولات الكروية المدرسية، كما استغرب عدم اكتراث نخ بة المدينة بالفن السابع، «سواء الأطباء أو المحامين وغيرهم من نخب المدينة الذين لا يهتمون بالفن السابع، كما لا يكترثون أبدا بالأنشطة الثقافية بتطوان، وهو الأمر الذي أستغرب له كثيرا»، يقول محمد حسني.