تواصلت فعاليات مهرجان تطوان الدولي السادس عشر لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بعقد ندوة دولية حول «النقد السينمائي.. الرهانات والتيارات الجديدة» ، وذلك يوم أمس الاثنين 29 مارس الجاري بتعاون مع الجمعية المغربية لنقاد السينما شارك فيها رئيس الجمعية خليل الدامون ومدير الخزانة السينمائية الفرنسية ورئيس تحرير مجلة «دفاتر السينما» سيرج توبيانا . هذا الأخير، وفي عرضه، أكد على ضرورة صياغة موقف واضح وحازم من طرف النقاد بخصوص ظاهرة القرصنة التي اعتبرها العدو الأول للأعمال السينمائية والخطر الكبير التي يمكن أن يقضي على الفن السابع. مطالبا في ذات الوقت بتضافر الجهود بين النقاد السينمائيين لأجل المطالبة بالمحافظة على ما تبقى من دور السينما بالمغرب ، مع المطالبة بفتح ما تم إغلاقه من قاعات سينمائية. وفي معرض حديثه عن النقد أكد المدير العام للخزانة السينمائية الفرنسية أن النقد يمكن اعتباره هيئة رمزية وبالتالي فإن تأثيره على العمل السينمائي ضعيف،ع لى اعتبار أن الناقد هو المشاهد الأول للفيلم، وبالتالي هو الوسيط المفترض بين العمل السينمائي والمتلقي. وعن تقيمه للأعمال السينمائية بالحوض البحر الأبيض المتوسط أكد توبيانا أن السينما المتوسطية في طريق الى النمو والعالمية، ولا ينقصها إلا الإمكانيات المادية والاحتكاك في الملتقيات والمهرجانات العالمية. وتتواصل فعاليات المهرجان بعرض الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية من قبيل «بالألوان الصبيعية» لا ساسة فوزي (مصر) المشارك في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل وللفيلم الوثائقي المشارك في المسابقة الرسمية «العيش هنا» لمحمد رزان من تونس وعرض فيلم «الحري وراء الرمال» للمخرج التركي ريحا إرديم المكرم خلال هاته الدورة. على أن تعرض بعض الأفلام المغربية المشاركة في فقرة استعادة عقد من السينما المغربية. وكان قد تميز حفل انطلق فعاليات الدورة 16 لمهرجان «تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط» ، هاته السنة وعلى غير العادة بتنظيم محكم واحترافي، وذلك بحضور الممثلة العالية كلوديا كاردينالي التي استقبلها الجمهور التطواني، استقبالا يليق بمسارها الفني المتميز. كما أجمعت كلمات الحفل الافتتاحي على أهمية المهرجان وبعد الثقافي والحضاري والجمالي الذي يضيفه للحقل الثقافي والفني المغربي . حيث أكدت خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن هاته التظاهرة الفنية ، رفعت منذ البداية تحديا كبيرا يتمثل في الانفتاح علي غنى الثقافة السينمائية المتوسطة، معتبرا المهرجان نافذة دائمة للمبدع والمتلقي المغربي على كل التجارب السينمائية المنبثقة من الحوض المتوسطي. وعن العقد البرنامج الموقع بين الوزارة والمركز السينمائي المغربي خلال فعالية الدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة أبرز الوزير أنه يتوخى المزيد من التطور والعطاء والتألق للسينما المغربية، من خلال وضع الآليات الكفيلة بتحقيق مطامح القطاع وتوفير المناخ الملائم لدعم مسالك الانتاج السينمائي بالمغرب.. من جهتهما ، أكد كل من محمد إيدعمار رئيس الجماعة الحضرية لمدينة تطوان ، ونائب رئيس مجلس جهة طنجة، تطوان مصطفى البكوري على أن مهرجان تطوان جاء ليؤكد على الأهمية التي توليها الجماعة ومجلس الجهة لهذا الفعل الثقافي وجعل من مدينة تطوان علامة مميزة ومتفردة على كل المستويات. نبيل بنعبد الله، رئيس مؤسسة مهرجان تطوان الدولي، وصف التنظيم بمهرجان تطوان بالحكم والدقيق. الشيء الذي يدخله في مسار المهرجان العالمية المتقدمة، كما أن العديد من النجوم أصبحوا حريصين علي الحضور والتواجد في هذا المهرجان، وهو مكسب للسينما المغربية وللمدينة. مذكرا في كلمته بالعراقيل والصعوبات التي واجهت القائمين علي المهرجان منذ ظهوره، لكن بفضل صمودهم فقد ربحوا الرهان ورفعوا التحدي. مدير المهرجان احمد حسني بدوره وقف عند تجربة 25 سنة للمهرجان، مؤكدا على أن هاته الدورة لها رمزية ومكانة خاصة لدى إدارة المهرجان بفعل حضور رواد كبار في الحقل السينمائي، وحضور جيل جديد فرض نفسه بقوة في عالم الفن السابع خاصة بالمنطقة المتوسطية.فمهرجان تطوان يتطور - يقول حسني - ويتألق وذلك بتطور المدينة وبتألق جهة طنجة تطوان. وبعد هاته الكلمات تم تكريم كل من الفنانة الإيطالية كلوديا كاردينالي والممثل المغرب محمد بسطاوي حيث قدمت شهادات وكلمات في حقهما من طرف كل من لحسن زينون ومحمد سكري ومحمد مفتاح.