انطلقت مساء أمس السبت بتطوان فعاليات الدورة السادسة عشر لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط،الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وذلك إلى غاية 3 أبريل المقبل. وفي كلمة بالمناسبة،قال السيد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة إنه يتم العمل حاليا على تعبئة كل الإمكانات للتشجيع على تشييد المركبات السينمائية وتجهيزها بوسائل العرض الحديثة والسهر على إعداد الشروط الأساسية لإطلاق معهد جديد للسينما. ومن منطلق وفرة المهرجانات السينمائية الوطنية،جدد السيد الناصري الدعوة إلى التفكير في وضع أجندة زمنية وموضوعاتية أكثر نجاعة لهذه المهرجانات بما يضمن تكاملها وترسيخ الهوية المتفردة لكل منها ويتيح مزيدا من استقطاب الطاقات الإبداعية المؤهلة للمشاركة فيها. وأعرب وزير الاتصال عن مشاطرته لاقتراح خلق شبكة لتنسيق العلاقات بين المهرجانات السينمائية بالمغرب حتى لا يقع تداخل بينها. من جهته،قال السيد نبيل بنعبد الله رئيس مؤسسة مهرجان تطوان،إن المهرجان،الذي انطلق سنة 1985 وهو مجرد حلم يراود مجموعة أصدقاء السينما،ما لبث أن شق طريقه وحدد هويته عندما اختار أن يتخصص في سينما حوض البحر الأبيض المتوسط ويعرف بالإبداعات الفنية للسينمائيين المنتمين لهده الرقعة من ربوع العالم. وأضاف السيد بنعبد الله أن خطوات هذا المهرجان عرفت العديد من العثرات،وواجهت منظميه مجموعة من العراقيل والصعوبات ولكن عشقهم لهذا الفن جعلهم يصمدون في وجه كل العقبات ويرفعون التحديات لكسب الرهانات،مشيرا إلى أنه "أصبح لتطوان،مدينة الفنون،مهرجانا يستجيب لتطلعات ساكنتها المتعطشة للفن الرفيع والإبداع المتميز". وأشار السيد أحمد حسني مدير المهرجان،من جانبه،إلى أن دورة هذه السنة تصادف الذكرى25 لتأسيس هذه التظاهرة السينمائية الأقدم في المغرب التي تساهم مع باقي اللقاءات والمهرجانات بتطوان في التعريف بالثقافة والهوية الوطنيتين وتؤكد ارتباط المغرب بقيم إنسانية ونبيلة كالسلام والتسامح والحوار. أما السيد محمد إد عمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان فاعتبر أنه إذا كانت السينما هي المرآة التي تعكس اليوم ثقافة وهوية بلد من البلدان فإن المهرجان السينمائي المتوسطي لمدينة تطوان يحتضن اليوم قيم الحوار واللقاء بين الحضارات والثقافات المتوسطية. من جانبه،قال السيد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان،في كلمة ألقيت بالنيابة عنه،إن الجهة أصبحت فضاء لتصوير عدد من الأعمال السينمائية المغربية الجديدة وورشا لمتابعة وإثراء النقاش حول السينما من خلال وجود خزانة سينمائية بطنجة ومهرجانات وملتقيات في مختلف مدن الجهة،مشيرا إلى أن المهرجان أصبح يتوفر اليوم على مؤسسة خاصة ومكانة راقية على المستوى الوطني والمتوسطي والدولي. وتميز حفل افتتاح النسخة ال16 من المهرجان بتكريم بعض الوجوه السينمائية المشهود لها بالكفاءة والعطاء المتواصل على الصعيدين الدولي والوطني،فتم بالمناسبة تكريم نجمة السينما العالمية الممثلة الإيطالية كلاوديا كاردينالي،وكذا الممثل المغربي محمد بسطاوي،مع عرض لقطات من بعض أفلام المحتفى بهما تؤرخ لمساريهما الفنيين المتميزين. وتم في ختام الحفل عرض فيلم أولاد البلاد لمحمد إسماعيل (2010) الذي افتتح الدورة ال16 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. يشار الى أن هذه الدورة،التي حضرها بالخصوص والي ولاية تطوان السيد إدريس خزاني وعدد كبير من الفنانين المغاربة والأجانب والمهتمين بالشأن السينمائي،افتتحت على إيقاعات موسيقية محلية أدتها فرقة للطقطوقة الجبلية.