ما حذر منه العديد من الزملاء الصحفيين في ندوة تقديم بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني لكرة القدم وقع، وبتنا نطالع هنا وهناك أخبارا عن تشنج للعلاقة بين عزيز بودربالة الذي اختارته الجامعة مديرا رياضيا وبين بادو الزاكي مدرب المنتخب الوطني والرجل الموكول له إعادة الهيبة للمنتخب ووضعه على السكة الصحيحة. قبل حتى أن يوقع عزيز بودربالة عقده مع الجامعة مديرا رياضيا، وسع الرجل من دائرة اختصاصاته، فها هو مكلف بالمساهمة في تهيئ الظروف لتحضير المنتخب وإنجاز تقارير عن أماكن تجمعات المنتخب الوطني، ثم ها هو يتحدث مرة أخرى للصحفيين عن أمور لا يمكن أن تكون أبدا من صميم عمل المدير الرياضي، من قبيل أن المنتخب الوطني يشكو من نقص في حراسة المرمى وأنه في حاجة إلى ظهير أيمن من طراز رفيع، ثم يتحدث في مرات أخرى عن أن قضية عادل تاعرابت كان من الممكن أن تحل بطريقة أخرى، وأن الطاقم التقني لم يحسن التعامل مع الملف، أما الأخطر من كل ذلك فهي التصريحات التي أدلى بها في مدينة العيون على هامش زيارة وفد المكتب الجامعي، فعندما سئل من طرف الصحفيين عن برنامج المباريات الإعدادية، لم يتردد في القول خارج التسجيل بطريقة تفتقد للباقة والاحترام، إنه مازال ينتظر ما سيكشف عنه «العالم بادو الزاكي»، وهي جملة يمكن أن تلخص كل شيء، قبل أن يتحدث وهذه المرة بشكل علني عن أن فوزي لقجع رئيس الجامعة هو الذي كلفه بربط الاتصال بعادل تاعرابت، وأنه ليس هو الذي له مشكل منذ البداية مع تاعرابت. لو أن شخصا ينتمي إلى طاقم آخر، ليس هو طاقم المنتخب الوطني هو الذي قال هذا الكلام، لكان الأمر مقبولا، لكن أن يخرج بودربالة وهو الذي يعمل مع الجامعة بهذه التصريحات فبلا شك فإن هذا الأمر يكشف بما لا يدع أي مجال للشك، أن هذا الذي يقوم به عزيز بودربالة، عن وعي أو عن عدم وعي ليس مقبولا، بل ولا يخدم بأي شكل من الأشكال المنتخب الوطني المقبل على نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 التي تحتاج إلى تظافر للجهود، وإلى وضع اليد في اليد بدل أن يساهم واحد من أبناء المنتخب الوطني في «التشويش» على المنتخب الوطني وفي دفع الأمور إلى الاتجاه الخطأ، بل والأمر أن اسما كبيرا كبودربالة تحول دون أن يدري إلى أداة في يد صبية بدون ضمير يسعون بكل السبل إلى هدم بنيان المنتخب الوطني. خرجات بودربالة غير المحسوبة، تورط بلا شك رئيس الجامعة فوزي لقجع، فبودربالة قال إنه ربط الاتصال بتاعرابت بطلب من لقجع، علما أن لقجع يدرك أن التدخل في اختصاصات تقنية للمدرب الزاكي أمر غير مقبول، ولذلك، فإما أن بودربالة يطلق الكلام هنا وهناك، وإما أن ما قاله حقيقة، وفي كلا الحالتين فالأمر من قبيل المضحكات المبكيات. رغم حرص بودربالة على التأكيد أن علاقته بالزاكي قوية، إلا أن واقع الحال يؤكد أن هناك نارا تحت الرماد، وأن بودربالة يلعب بالنار، وأن الجامعة عندما اختارت أن تحول مناصب تقنية إلى «وزيعة» لجبر الخواطر، قد أخطأت، لأن المفروض أن يكون للمنتخب الوطني قائد واحد، هو المسؤول رفقة طاقمه عن اختياراته، وهو الذي يمكن أن يتحمل المسؤولية غدا، أما أن يخرج بودربالة بتصريحات غير مسؤولة، فليسمح لنا بودربالة ومع الاحترام لتاريخه كلاعب أن نقول له «ما هكذا تورد الإبل»، وليس بهذه الطريقة نبني منتخبا يحمل على أكتافه أحلام أمة.