إلى حدود الثمانينيات من القرن الماضي كانت تشكل واحدة من أهم حدائق الترفيه في العاصمة الاقتصادية، وكانت تتميز على حدائق المدينة بكونها تتوفر على عدد كبير من الحيوانات، الشيء الذي جعل البيضاويين يطلقون عليها اسم "حديقة الحيوانات بعين السبع". هذه الحديقة التي كانت تعتبر لسنوات طويلة مفخرة لعموم سكان المدينة تحولت في بداية التسعينيات إلى وصمة عار في جبين السلطات المنتخبة والمحلية، مما جعل أصواتا كثيرة تطالب بإعادة هيكلتها، إلا أنه في كل مرة كان يتم تبرير واقعها المزري بغياب الإمكانات المادية. وبعد صمت طويل عن الواقع المزري الذي ظلت تتخبط فيه حديقة الحيوانات عين السبع لأزيد من عشرين سنة، خرجت السلطات العمومية في الدارالبيضاء عن صمتها، وأكدت وجود مشروع يهدف إلى تأهيل هذه الحديقة. وقد كان هذا المشروع ضمن اتفاقية تم التوقيع عليها مؤخرا من قبل أعضاء مجلس الجهة قبل أيام قليلة. وحسب مذكرة تقديمية لهذه الاتفاقية، توصلت "المساء" بنسخة منها، فإن تنمية حديقة عين السبع يندرج ضمن مخطط التنمية الإقليمية لمدينة الدارالبيضاء، سيتم فيه تزويد المدينة بمرافق الترفيه، خاصة في الجوانب المتعلقة بالقرب. وتم اختيار هذا المشروع ضمن مجموعة من المشاريع التي وعدت سلطات المدينة بتنفيذها ضمن برنامج تغطية الأولويات في جهة الدارالبيضاء. وسيشارك في تنفيذ بنود هذه الاتفاقية كل من وزارة الداخلية ومجلس الجهة والجماعة الحضرية بملغ يقدر ب250 مليون درهم. وتتوزع المساهمات على الشكل التالي: الداخلية ب130 مليون درهم، والجماعة الحضرية ب80 مليون درهم، وجهة الدارالبيضاء ب 40 مليون درهم. ويتكون المشروع الجديد من فضاء أخضر مساحته 5 هكتارات، وحديقة للألعاب مساحتها 2،5 هكتارات، وفضاء ترفيهي مساحته 2،5 هكتار. ويعود تاريخ حديقة عين السبع إلى سنة 1928. وتعتبر هذه الحديقة واحدة من التراث التاريخي، وكانت صورتها مرتبطة بشكل كبير بالأسد، وتعد منتزها ترفيهيا ومتنفسا لسكان عين السبع والبرنوصي والحي المحمدي، وتقدر مساحتها بحوالي 10 هكتارات. وينتظر البيضاويون بشغف كبير خروج هذا المشروع إلى حيز الوجود، على اعتبار أن المدينة في حاجة إلى حديقة حيوانات تكون في مستوى تطلعات السكان، الذين أصبحوا يشعرون بضيق كبير، بسبب قلة فضاءات الترفيه في أكبر مدينة في المغرب. وقال مصدر ل"المساء": "إذا كانت عملية إعادة تأهيل حديقة الحيوانات عين السبع مسألة مهمة، فلابد أيضا من إعطاء الأولوية لمجموعة من حدائق القرب في العديد من مناطق المدينة، إضافة إلى أن المدينة في حاجة ماسة إلى إحداث حدائق جديدة، خاصة في المركبات السكنية الجديدة. وتؤكد إحدى المواطنات أنه خلال السنوات الماضية كانت هذه الحديقة ملجأ لمجموعة من الأسر القاطنة في عين السبع والحي المحمدي والبرنوصي، وكان الأطفال ينعمون بلحظات جميلة مع الحيوانات التي كانت تؤثث فضاء هذه الحديقة، فهل سيصالح هذا المشروع حديقة الحيوانات عين السبع مع سكانها أم أن ذلك سيبقى مجرد حلم بالنسبة إلى عدد كبير من سكان هذه المدينة؟