كشفت احتفالات عيد المولد النبويّ حقيقة «إعدام» حدائق الترفيه في مدينة الدارالبيضاء، إذ لم تعد المدينة تتوفر على حدائق الترفيه، ما يضع مجموعة من الأسر في حالة حرج مع أبنائهم المتعطشين إلى اللعب والترفيه. وقال مصدر ل»المساء» إنّ انعدام حدائق الترفيه في الدار البييضاء راجع إلى الرغبة في تحويل المدينة إلى مقبرة سكنية تخلو من كل مرافق الحياة، بما فيها حدائق الترفيه، حيث لم تعد خريطة الدارالبيضاء تعترف بشيء اسمه الحدائق، فجميع المقاطعات البيضاوية تفتقر إلى هذه الخدمة الإنسانية»، وأضاف المصدر نفسُه أن هذا الأمر لا يشكل إلى حد الساعة أي أولوية بالنسبة إلى السلطات المحلية المنشغلة هذه الأيام بالمشاريع الكبرى للمدينة دون تسليط الضوء على هذه الإشكالية. وتعيش مجموعة من حدائق الترفيه في الدارالبيضاء مجموعة من المشاكل المرتبطة بقدم آلياتها، حيث لم تعد تغري الزبائن بالدخول إليها. وقالت إحدى السيدات ل»المساء»: «لقد كنا في سنوات الثمانييات وبداية التسعينيات نقبل بشكل كبير على زيارة حديقة عين السبع، إلا أن هذه الحديقة تحوّلت في السنوات العشر الأخيرة إلى ما يشبه الأطلال، فليس هناك ما يُغري حاليا لبزيارتها».. وما تعيشه حديقة عين السبع ينطبق بشكل كلّي على أهمّ حديقة نرفيه في الدارالبيضاء، وهي «ياسمينة. وتحاول السلطات المحلية في الدارالبيضاء أن تدافع عن نفسها بالقول إن المشروع المتعلق بإعادة هيكلة حديقة «سندباد» سيشكل عزاء لجميع البيضاويين الراغبين في قضاء ساعات في الترفيه واللعب، حيث ستصبح حديقة «سندباد»، التي تعدّ من أقدم الحدائق على المستوى الوطني، متوفرة على العديد من الألعاب المتطورة تكنولوجيّا، ويهدف مشروع «سندباد» إلى تمكين العاصمة الاقتصادية من فضاء ترفيهيّ من مستوى دوليّ يليق بمدينة في حجم الدارالبيضاء. وكانت العاصمة الاقتصاجية قد تبنّت في ثمانينيات القرن الماضي خطة إحداث فضاءات للترفيه، وكان أهمّ هذه الفضاءات المُنجَزة حديقة حي جوادي في مقاطعة بنمسيك، وكانت هذه الحديقة تشكل المتنفسَ الوحيد لأبناء المنطقة، وهو الدور نفسه الذي كانت تلعبه حديقة عين السبع بالنسبة إلى سكان الحيّ المحمدي وعين السبع والبرنوصي.