تنامت المخاوف لدى السلطات الرسمية البريطانية والعملاء من نجاح عصابات إجرامية منظمة يتزعمها شباب لا يقل عمرهم عن ثلاثين سنة، يخططون لسرقة ملايين الدولارات من الحسابات الخاصة. ودفعت مثل هذه المخاوف خبراء الأمن الإلكتروني إلى مطالبة جميع العملاء بتوخي الحيطة والحذر والتعامل مع الموضوع بجدية من خلال اتباع قوانين السلامة. ولعل أهم قانون في هذا الإطار ببساطة “عدم الرد على أي بريد إلكتروني مهما كانت صفته يطلب معلومات شخصية مثل كلمة السر والرقم السري”. وبحسب منظمة “أنتي فيشينغ”الأمريكية، التي تراقب هذا الموضوع عن كثب، فإن صناعة الفيشينغ في تنام مستمر، وغالبا ما تقودها عصابات إجرامية تعمل في روسيا ونيجيريا وأوكرانيا وإفريقيا الغربية وبعض دول أوروبا الشرقية، بالتعاون مع عصابات محلية تقوم بإرسال رسائل إلكترونية تنتحل أو تزور اسم مؤسسات مصرفية ومالية معروفة، تطلب من عملاء، يتم اختيارهم بطريقة عشوائية، تحديث معلوماتهم الخاصة، ويقوم الاميل بتوجيه الأشخاص المعنيين إلى موقع إلكتروني يطلب منهم وضع التفاصيل الشخصية خصوصا كلمة السر أو الرقم السري، محذرا إياهم من أنه في حال عدم الاستجابة، فإنه سيتم إغلاق حساباتهم الخاصة. وعلى إثر ذلك يقوم القراصنة أو العصابات الإجرامية باستخدام تلك المعلومات من أجل تحويل مبالغ مالية إلى الخارج أو شراء مقتنيات غالية الثمن أو حتى القيام ببيع هذه المعلومات إلى عصابات أخرى. وهذا الأسبوع، حذرت شركة متخصصة في أمن أنظمة التشغيل المعلوماتية من أن قراصنة الإنترنت قد يستهدفون الحواسيب الشخصية عبر أنظمة تشغيل ويندوز. ونصحت شركة “تريند مايكرو” مستخدمي هذه الأنظمة بمسح أي رسائل تصل إلى بريدهم الإلكتروني يزعم باعثوها أنها تتضمن ملفات إصلاح لحزمتي الخدمات الأولى والثانية من نظام ويندوز. وتقول الشركة إن قراصنة الإنترنت هم المصدر الحقيقي لهذه الرسائل، حيث يحاولون استمالة المستخدم للدخول إلى الرابط المرفق بالرسالة، وبمجرد سقوطه في الفخ، يتسلل برنامج تجسس إلى حاسوبه الشخصي. ونصح باو مغارتنر المستخدمين بتحميل ملفات التحديث عبر موقع مايكروسوفت، حيث تطرح الشركة نسخة تحديث للملفات الأمنية كل أسبوعين يوم الثلاثاء، وكذلك في حالة ظهور خطر استثنائي يهدد أنظمة ويندوز. وبات هؤلاء المجرمون يركزون جهودهم على التزوير وسرقة الهويات والابتزاز. وفي حين انخفضت نسبة الرسائل الإلكترونية ذات الطابع الإعلاني التي تُرسل إلى عناوين في البريد الإلكتروني، دون أن يكون أصحاب العناوين قد طلبوها “سبام”، لم يسجل أي انخفاض في عدد الفيروسات. ولا يتمتع الهاكرز عادةً بتحكم كامل في المواقع التي تقع خارج نطاق سيطرتهم، ولذلك يلجؤون إلى اتباع أساليب ذكية لتحويل الزوار إلى مواقع يستضيفونها في أجهزة الخادم الخاصة بهم، أو تحويلهم إلى مواقع ملغومة في الأصل. وفي تعليق لها حول ذلك، قالت المسؤولة الاتحادية للأمن لينديزمان: “أواجه تحديات كبيرة في حل هذا اللغز الكبير، حيث إنها طريقة مختلفة تماماً للإيقاع بالمستخدم الأخير. أريد أن أكتشف كيفية قيامهم بذلك والرابط المشترك بين هذه المواقع”. وذكرت السلطات الاتحادية أول أمس أن جرائم الاحتيال عبر الإنترنت التي تم إبلاغ السلطات الأمريكية عنها زادت بنسبة 33 بالمائة العام الماضي، وذلك في أول ارتفاع لها خلال ثلاث سنوات، وهي ترتفع هذا العام مع تفاقم أزمة الركود الاقتصادي. وارتفعت خسائر الاحتيال عبر الإنترنت في الولاياتالمتحدة إلي رقم قياسي بلغ 264.6 مليون دولار في 2008 ، وفقا لما ورد في تقرير صدر يوم أمس عن مركز شكاوى الاحتيال عبر الإنترنت الذي تديره المباحث الاتحادية الامريكية (إف. بي.اي) والمركز الوطني لجرائم ذوي الياقات البيضاء. وأشار التقرير إلى أنه يمكن لأي أحد أن يتعرض للاحتيال، إذ تتراوح أعمار المحتالين بين 10 و100 سنة. أما إحدى أكثر وسائل انتحال الشخصيات والصفات شيوعاً عام 2008، وفقا للمركز، فكانت عبر إرسال رسائل الكترونية، بحيث يزعم المحتالون بأنها مرسلة من مكتب المباحث الفيدرالي الأمريكي (FBI)، إذ بلغ الأمر بالمدعين، زعمهم بأن تلك الرسائل مبعوثة من رئيس المكتب، روبرت مويلر، شخصياً. وكانت مثل هذه الرسائل تطلب من المستلمين معلومات شخصية، مثل أرقام حساباتهم الشخصية، زاعمين بأن FBI يرغب بالحصول على مثل هذه المعلومات للتحقق من قضايا مالية معلقة يحقق فيها حاليا. وأصدر مكتب FBI تحذيرات عن مثل هذه الاحتيالات، مشيراً إلى أنه “لا يتصل بالمواطنين الأمريكيين بشأن مسائل مالية شخصية عبر رسائل الكترونية غير مطالب بها.” وأشار التقرير إلى أن نسبة المرتكبين لجرائم الإنترنت تبلغ 77.4 في المائة من الذكور، ويقطن ما يزيد عن نصفهم في كاليفورنيا، أو نيويورك أو فلوريدا أو واشنطن أو تكساس أو في مقاطعة كولومبيا. هاري بوتر يتعرض للقرصنة على الإنترنت تسعى المؤلفة البريطانية جيه. كيه. رولينج صاحبة روايات الأطفال “هاري بوتر” حاليا لإنقاذ رواياتها من “القرصنة عبر الانترنت”. وذكر تقرير إخباري إن رولينج “43 عاما” تحاول جاهدة إزالة رواياتها من على موقع إلكتروني قام بنشرها دون الحصول على إذن مسبق منها. ويحاول الفريق القانوني الخاص برولينج حاليا، التخلص من النسخة الرقمية للروايات المحببة التي نشرت على موقع «سكريبد دوت كوم» الذي يزعم أنه أشهر موقع أدبي على الإطلاق. وقال نيل بلير محامي رولينج لصحيفة بريطانية إن الموقع الإلكتروني لم يحصل على إذن بنشر الروايات، الأمر الذي يعد «خرقا للقوانين نعلم به ونتخذ ضده الإجراءات اللازمة». ويتضمن الموقع أعمالا أخرى يعرضها بالمجان لمؤلفين من بينهم نيك هورنباي وجون جريشام. يذكر أن روايات هاري بوتر التي تم تأليفها في سبعة أجزاء بدأ نشرها لأول مرة عام 1997، وترجمت إلى 67 لغة وحققت حتى يونيو عام 2008، مبيعات بلغت أكثر من 400 مليون نسخة.