صعدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بمدينة فاس من لهجة انتقاداتها لحزب الاستقلال، واتهمته ب»نهج سياسة الأرض المحروقة» ل»الإجهاز» على المدينة. ورسم قياديون محليون ومستشارون جماعيون في حزب «المصباح»، في ندوة صحفية بمقر الحزب ذاته مساء يوم أول أمس السبت، صورة قاتمة عن تدبير شؤون المجلس الجماعي للعاصمة العلمية، وتحدثوا عن وجود «صفقات مشبوهة» وديون ثقيلة وغامضة ترهن مستقبل المدينة، ومشاريع للتهيئة لا يظهر لها أثر في الواقع، دون أن يترددوا في تحميل المسؤولية لعمدة المدينة، الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط. وأشار سعيد بنحميدة، الكاتب الإقليمي لحزب «المصباح» إلى أن التهيئة الحضرية للمدينة ترصد لها ملايير السنتيمات، دون أن يظهر لها أثر في الواقع، مضيفا بأن الصفقات التي يصادق عليها تبقى غامضة، دون أن تنفع مراسلات رسمية في تمكين مستشارين جماعيين من معطيات حولها. وهو الغموض نفسه الذي يلف ديونا تثقل كاهل المجلس الجماعي، وترهن مستقبل المدينة. وتحدث على أن المجلس الجماعي يعمد، بعد الانتهاء من عمليات الإجهاز على الوعاء العقاري، إلى المرور إلى مرحلة موالية تتجلى في تفويتات وصفت ب»المشبوهة» لقطاعات اجتماعية واقتصادية مهمة إلى القطاع الخاص، في إطار ما يعرف بالتدبير المفوض، في إشارة إلى تفويت مشروع الشاطئ الاصطناعي، وسوق الأسماك بالجملة، بعدما جرى تفويت النقل الحضري ل»مضارب تجاري»، بحسب تعبير قياديين في حزب العدالة والتنمية، في الندوة الصحفية ذاتها التي تطرقت أيضا إلى شبهات تحوم حول الترخيص لأكشاك «عبارة عن فيلات وعمارات» مبنية بالإسمنت المسلح، ومنحت لمن أسماهم رئيس فريق المستشارين الجماعيين لحزب «المصباح، عز الدين الشيخ، ب»ذوي النفوذ السياسي»، قبل أن تكون موضع مضاربات بيع وشراء بسبب ارتفاع ثمنها. وارتدى حزب العدالة والتنمية زي حزب الخضر المدافعين عن البيئة والمجالات الخضراء، وقال عز الدين الشيخ، رئيس فريق المستشارين الجماعيين لحزب «المصباح» في المجلس الجماعي، إنه تم الإجهاز على ما يقرب من 1800 هكتار من الأراضي الفلاحية التي أدخلت إلى المجال الحضري للمدينة، وتحولت إلى تجزئات سكنية، تم خلالها «إعدام» المئات من أشجار الزيتون، إلى درجة أن مدينة فاس أصبحت تعاني من «اختناق»، وذكر بنحميدة، في السياق ذاته، بتفويتات سابقة لهكتارات من المساحات الخضراء في منطقة «ملعب الخيل» ومنطقة «واد فاس». ووصف بنحميدة هذا الوضع ب»الجرائم التي ترتكب في حق البيئة»، «الرئة المشلولة» لمدينة فاس، يقول عز الدين الشيخ.