استنفرت حوادث السير التي كانت سببها مقطورات التراموي بالعاصمة الرباط، والتي كان آخرها الحادث المميت الذي تعرض له تلميذ بمحطة "حسان"، (استنفرت) مسؤولي الشركة، إذ تم تكثيف الوصلات التحسيسية في مختلف المحطات وعلى متن عربات التراموي. وتدعو هذه الوصلات إلى الحذر عند اقتراب التراموي من المحطة، وعدم المرور بين مقطورتي التراموي من أجل الانتقال إلى الجهة الأخرى من المحطة، فيما تم وضع مجموعة من الملصقات التي تتضمن إرشادات السلامة للركاب، خاصة، وأن بعض المارة ومستعملي التراموي يُبدون كثيرا من التهور في التعامل مع وسيلة النقل هذه. تقول إحدى مستعملات التراموي، اسمها "نجاة"، في حديث ل"المساء": "يجب توفير شروط السلامة داخل المحطات، فهناك كثير من الأطفال والقاصرين الذين يستعلمون التراموي بشكل يومي من أجل الانتقال نحو المؤسسات التي يدرسون فيها، وبالتالي وجب أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة، ربما بوضع رجال أمن خاص يسهرون على سلامة أطفالنا". خلالها حديثها ل"المساء" ذكرت "نجاة" بالحادث المأساوي الذي أودى بحياة تلميذ نهاية شهر مارس الماضي بمحطة حسان. "هذا الحادث يسائل هذه المؤسسة عن الإجراءات التي تتخذها من أجل سلامة المواطنين، وبشكل خاص الأطفال، ففي بداية استعمال التراموي على مستوى مدينة الرباط، كان هناك حرص شديد على الجانب المتعلق بالسلامة، لكن ذلك سرعان ما انتهى بعد بضعة أشهر". بالنسبة لنجاة لا يمكن أن تضع المؤسسة عددا كبيرا من الحراس الذين يراقبون تحركات مستعملي "التراموي" من أجل تنبيههم أو إنقاذهم، لكن على الأقل يجب اتخاذ إجراءات ملموسة تحمي بعض الفئات الأكثر عرضة للحوادث. الحادث المميت الذي شهدته محطة الطراموي "حسان" أعاد طرح السؤال بشكل قوي حول شروط السلامة المطبقة من طرف المؤسسة، وأيضا نجاعة الحملات التحسيسية التي تم تنفيذها منذ بدء استغلال شبكة التراموي. أحد المستخدمين بالشركة سلا تحدث ل"المساء" عن الإشكالات التي تواجه سائقي مقطورات "التراموي" بسبب لامبالاة المواطنين بخطورة بعض السلوكات المتهورة، ومنها المشي فوق السكك المخصصة لمرور التراموي، أو محاولة المرور بشكل مفاجئ من جهة إلى أخرى. ويضيف المتحدث ذاته قائلا: "سائقو التراموي يناسبون سرعة السير حسب كل مكان، فالمرور مثلا بجانب محطات المدينة القديمة وشالة يفرض تخفيف السير بسبب الاكتظاظ ولامبالاة بعض المارة بجرس التراموي، وبالتالي يتم التعامل والتعاطي بحذر شديد في هذه النقط التي يمر منها". ولتفادي مزيد من الحوادث المأساوية، يدافع عدد من مستعملي التراموي كوسيلة للتنقل على ضرورة إعادة النظر في نظام الأمن والسلامة المعتمدين من طرف الشركة، أخذا بعين الاعتبار نسبة تعايش عموم المواطنين مع هذه الوسيلة الحديثة في المغرب، وذلك من خلال تكثيف الحملات التحسيسية التي تضع في صلب اهتمامها الفئات الأكثر عرضة لهذه المخاطر، وأيضا آليات ناجعة للأمن والسلامة.