يعيش الطفل فيصل براد، الذي لا يتجاوز عمره 13 سنة، في وضعية لاإنسانية نتيجة حالة أسرته الفقيرة وعجز والدته التي اضطرت إلى عزله عن المجتمع وربطه داخل «جحر»، بسبب خلل عقلي أصيب به في الأشهر الأولى من ولادته. الطفل فيصل، الذي يعيش على هامش حياة الأسرة التي تقطن بأحد الدواوير النائية بالجماعة القروية لقطيطير بدوار غفولة التابع لقيادة أحلاف إقليم تاوريرت، يوجد في وضعية كارثية ولا إنسانية، أشبه بحالة حيوان مسجون في قفص، ولا تمت لكرامة الطفل بصلة بل وبإنسانية الإنسان، كما جاء على لسان محمد يوجيل، أحد الفاعلين الجمعويين، الذين وقفوا على حالة الطفل وتحدثوا إلى أسرته. كان الطفل مربوطا بحبل من إحدى رجليه إلى وتد ثابت، مثل حيوان، داخل كوخ مهترئ مبني بالحجر والتراب أشبه بجحر، نحيل الجسم وعاري الصدر، متسخا يعاني من سوء التغذية نتيجة الفقر المدقع والحاجة التي يعاني منها والد الطفل وزوجة أبيه التي يسكن معها فيصل، في ظل الحرمان وغياب حنان الأم وعطفها عليه بعد أن تخلت عنه «مرغمة» بعد حدوث الطلاق والشقاق بين والديه. والد فيصل يعاني، هو كذلك، من الفقر المدقع وقلة ذات اليد والجهل القاتل ومن إعاقة جسدية على مستوى يده، مستعملا عكازا طيلة حياته المتبقية، ويعيش هو الآخر رفقة زوجتيه الأخيرتين وأبنائه الغارقين في العوز والفاقة والحرمان والتهميش بكل أنواعه وتجلياته. عجزت الأم عن العناية بطفلها المريض الذي يعاني اضطرابا ذهنيا (التوحد)، خاصة بعد زواجها من رجل آخر، بعد أن كان يسبب لها معاناة ومشاكل مع الجيران وإخوته والمارة، حيث كان سلوكه يتميز بالعنف والعدوانية والصخب، حسب ما صرحت به أمه، إضافة إلى تعريض نفسه للخطر، إذ تتطلب حالته الحيطة والحذر والاهتمام والمراقبة، ليل نهار. الطفل فيصل الذي يعاني من مرض «التوحد» عاجز عن النطق ولا يعبر عن آلامه ولا عن رغباته الأساسية والحيوية من أكل وشرب ولا عن أحاسيسه ومشاعره، يتنفس ويضحك ويلعب ويصرخ ويصمت غير آبه بما يجري ويدور من حوله، يحيا خارج الزمان والمكان من هذا العالم الذي نعيش فيه. أسرة الطفل فيصل تطلب المساعدة وتناشد الجمعيات المدنية والمنظمات الإنسانية الحكومية وغير الحكومية والجهات المعنية وكافة المحسنين بالالتفات إلى هذا الطفل بتقديم يد المساعدة له والتكفل بحالته الصحية والعناية به، أو وضعه بأحد المراكز المختصة أو مساعدته ماديا في التغلب على حالته الصحية والاجتماعية الهشة لتأمين مصاريف الملابس والتغذية والحفاظات وغيرها من الحاجيات اليومية الضرورية، وتمكينه من العلاج أو التخفيف من مضاعفات مرضه ومساعدته على الاندماج في المجتمع الذي هجره. أسرة الطفل فيصل براد تجهل لحد الساعة نوع الداء الذي يعاني منه ابنها منذ ولادته، قد تكون له علاقة بمرض التوحد حسب الأعراض التي تظهر على الطفل فيصل والتي تشبه بعض أعراض مرضى التوحد، لكن عرضه على الأطباء الاختصاصين قد يحدد بدقة نوع المرض وسبل العلاج.