"أنا ماشي اللي حازاه، راه باه اللي مبلع عليه الباب … وكاع هادوك اللي كتبو عليا الكذوب مغاديش نسمح ليهم" تقول رشيدة والدة الطفل فيصل التي تناقلت بعض الجرائد صورها و قدمتها كأم تسجن طفلها، في الوقت التي كانت رشيدة تحاول تسليط الضوء على معاناة طفلها المتوحد الذي يعيش رفقة والده المنفصل عن والدته. "أم تحتجز ابنها لأزيد من 7 سنوات داخل كوخ بتاوريرت "، كان هذا هو العنوان المغلوط الذي تداولته إحدى الصحف، والذي أثار غضب الأم خلال اتصال هاتفي معها، لتظهر أن ابنها البالغ من العمر 13 سنة، كان يعيش معها لمدة 7 سنوات منذ أن انفصلت عن والده و استقرت بجرسيف، رفقة زوج آخر، إلا أن وضعه الصحي الحرج بسبب معاناته مع التوحد، جعل مسألة رعايته جد صعبة، " الولد كيدير بزاف ديال الحركة و الزكا .. مبقيتش نقدر نخدم و نحضيه في نفس الوقت .. أنا أكتري غرفة مع الجيران الغاضبين من تصرفاته، لذلك أضطررت بعد سبع سنوات من رعايته إلى تسليمه لوالده، وقد كان ابني الأكبر البالغ 18 عاما، يتولى رعايته داخل بيت والده، وهو من أخبرني عن طريق الهاتف بأن شقيقه يعاني بعد أن تم عزله داخل مرحاض" تقول رشيدة التي آلمها مشهد ابنها فقررت الاستعانة ببعض الجمعيات و المواقع الالكترونية للتعريف بمعاناة ابنها. "لقد اتصل بي شخص من السويد و أرسل لي مجموعة من الصور ..وقد صدمني المشهد" يقول عبد العالي الرامي رئيس جمعية منتدى الطفولة، الذي أبدى استياءه من لامبالاة عدد من المسؤولين و الجمعويين في التعامل مع حالة الطفل التي تستدعي التدخل السريع، والتي تجاوز صداه حدود المغرب مما أثار استنكار الكثيرين.. " حتى الأب يتحجج بمرضه و بكونه يعاني من الإعاقة و عاجز عن توفير الرعاية اللازمة لنفسه" يقول الرامي الذي أنشأ رفقة عدد من الممعنيين بالأطفال في وضعية إعاقة صفحة على الفيسبوك لجلب الدعم اللازم لقضية الطفل فيصل تحت اسم " من أجل انقاذ الطفل فيصل"، وقد تمكنت الصفحة من جذب اهتمام 3640 متعاطف في أقل من 12 ساعة بعد المشاهد الصادمة للطفل الضحية. " ابني الآن لا يحتاج للكلام، ابني يحتاج للمساعدة قبل أن ينهار فوقه سقف المرحاض الذي سجن فيه .. لقد حز في نفسي أن أقف أمامه وهو أشبه بالحيوان .. أما تحجج والده بالمرض فهو مجرد أكاذيب، لأنه لم يصب بالشلل إلا في غضون أربع أشهر الماضية، وقد تماثل للشفاء بعد أن حصل على العناية اللازمة .. أما ابني فيعاني الضياع، وكل ما يحصل عليه هو تناقل صوره بين المواقع و الصحف" تقول رشيدة التي تنتظرما سيحمله يوم الاثنين لطفلها، بعد أن تعامل المعنييون داخل المنطقة مع قضية طفلها بمنطق الإدارة المغربية العقيم " سير حتى لنهار الاثنين" دون أن يكون لمفهوم التدخل الطارئ وجود في حسبان "السادة المسؤولين" الذين اكتفوا بإرسال " المقدم" الذي لم يتوانى في توجيه اللوم إلى الأب على "الفضيحة اللي دار للمنطقة في الجرائد" .. سكينة بنزين