اعترف نزار بركة،الوزير المكلف بالاقتصاد والشؤون العامة، لتلميذ بدون يدين بالحاجب بأنه يكتب أحسن منه عندما أمسك أيوب بالقلم بما تبقى من طرفيه العلويين ثم أخذ يكتب اسمه باللغتين العربية والفرنسية،ويخطط أمام الجميع ومعنوياته جد مرتفعة ،قبل أن يقاطعه نزار بركة قائلا"تبارك الله على أيوب..كتابتك أحسن من كتابتي" مما أضحك الحضور،ورفع من معنويات التلميذ أيوب أمام زملائه في الفصل. وأيوب قرقيبومن مواليد1996 و يدرس حاليا بالقسم الخامس ابتدائي، اثار انتباه الوزيروالوفد المرافق له خلال زيارة تفقدية قام بها للمجموعة المدرسية المذكورة مؤخرا،كون أيوب الذي كان يجلس ضمن الصفوف الأولى ،يبدو بدون أيدي وبدون رجل يمنى ومشوه الرجل اليسرى كما تبين الصورة ،ما دفع بالوزير إلى استفسارمدرسه عن مدى تأثير الإعاقة على الحياة المدرسية لأيوب؛فرد الأستاذ قائلا "أيوب يعتبرمن خيرة التلاميذ لدي، سلوكا وعملا؛ فرغم الإعاقة والفقر المدقع الذي يتخبط فيه بقي أيوب صامدا ولم يستسلم لعاهته الجسدية،حيث أن وضعيته الصحية هذه زرعت في نفسه حب العمل والمثابرة والاجتهاد إضافة الى سلوكه الحسن"..كانت هذه بمثابة شهادة حية في حق أيوب الذي أبهرالوفد الوزاري،وكذا مسؤولين محليين وجهويين على رأسهم محمد فوزي،والي جهة مكناس تافيلالت، و عامل عمالة الحاجب، ونائب وزارة التربية الوطنية بالإقليم وعدة شخصيات مدنية وعسكرية . إعاقة أيوب هذه ، دفعت" النهار المغربية" إلى طرق باب أسرته القاطنة بإحدى الدور الصفيحية التابعة لتعاونية الركراكة التي تبعد عن المدرسة ب4 كلم ، قصد معرفة طبيعة الظروف المعيشية والحالة الاجتماعية التي يوجد عليها أيوب.حيث تبين من خلال الحوار المطول والمثير الذي أجرته الجريدة مع أسرته المتكونة من والده محمد قرقيبو وهو فلاح بالتعاونية المذكورة ،وأمه ميلودة أشوف ربة بيت،وشقيقه سعيد 16 سنة تلميذ بالثالثة ثانوي إعدادي بالحاجب ،وشقيقته فاطمة 18 سنة التي انقطعت عن الدراسة قصد مساعدة أمها التي تعاني من مرض القلب،تبين أن أيوب التحق بالمدرسة المذكورة عن عمر يناهز 8 سنوات،ويرجع سبب تأخره عن سن التمدرس كونه كان مجبرا على ذلك بسبب إعاقته ،حيث ازداد معاقا بدون يدين وبدون رجل يمنى وتشوه بالرجل اليسرى. ورغم عرضه على أطباء مختصين ومنذ الولادة ،بقي أيوب على حاله ،وها هوالآن يمارس حياته اليومية بشكل عادي سواء بالبيت أو بالمدرسة ،كما يزاول حصص التربية البدنية رفقة زملائه في الفصل و بمعنويات جد مرتفعة ،في الوقت الذي يتحمل والده عبء إيصال أيوب إلى المدرسة ذهابا وإيابا على متن دراجة هوائية متآكلة،وفي حالةغياب والده تتحمل الأم مشقة حمل طفلها أيوب على ظهرها من و إلى المدرسة في الحر والشتاء ،زد على ذلك اهتمامها بتغذيته وملبسه ونظافته يوميا وباستمرار..هذه الأم الحنون والمثالية،كانت تردد طيلة الحوار معها عبارة"هادشي كتبو الله..أو اللي جات من عند الله مرحبا".