اقتحمت عشرات العناصر التابعة للقوات العمومية، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء/الخميس، من جديد المركب الجامعي ظهر المهراز، التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وذلك بغرض «تفكيك» ما يشبه «مخيما» عمد الطلبة إلى نصبه في المركب، بعدما أخلت السلطات حيين جامعيين بالمركب ذاته، بمبرر كونهما مهددان بالانهيار، دون أن تقدم للطلبة الوافدين على الجامعة والمستفيدين من السكن أي «بديل». وشهد المركب مواجهات عنيفة بين الطلبة القاعديين وبين عناصر القوات العمومية، في حين عمدت السلطات إلى تعزيز حضور عناصر الأمن بالقرب من المركب الجامعي، يوم أول أمس الخميس، تحسبا ل»أي طارئ». وتزامنت عملية اقتحام المركب الجامعي ظهر المهراز، هذه المرة، مع إضراب عن العمل دعت إليه نقابة التعليم العالي في المركب لمدة 48 ساعة، وبررت هذه الخطوة بكون شروط التدريس غير مواتية، بالنظر إلى كون أجزاء في الكلية قد تم تحويلها إلى ما يشبه «مخيما للاجئين». وانتقد عدد من الطلاب هذه الخطوة، وقالوا إنها كانت بمثابة تمهيد لتدخل القوات العمومية، واقتحام «الحرم الجامعي»، في وقت كان فيه على نقابة التعليم العالي أن تقف بجانب الطلاب «المشردين» بسبب سوء تدبير ملف إغلاق الحي الجامعي لظهر المهراز، والدفاع عن حق الطلبة في السكن، في مدينة تعرف خصاصا مهولا في السكن المعد للكراء، وتعرف أثمنة كراء الشقق ارتفاعا صاروخيا لا يمكن ل»المحن» التي يتلقاها الطلاب، نهاية كل ثلاثة أشهر، أن تتحمل ولو جزءا يسيرا من تكاليفه، هذا دون الحديث عن ارتفاع أثمنة المواد الاستهلاكية... وطبقا لتقرير للطلبة، توصلت «المساء» بنسخة منه، فقد عمدت عناصر القوات العمومية إلى اقتحام كلية الحقوق، وبعدها لجأت إلى مداهمة كلية العلوم، حيث يعتصم عدد من الطلاب، قبل أن يحولوا جنباتها إلى «غرف للنوم»، لكنها غرف افتراضية فقط، لكونهم ينامون في العراء، ويفترشون الأرض...في طقس يتسم ببرد قارس، وتساقطات مطرية أدت إلى تفشي أمراض الصدر في صفوف عدد منهم.. ولم تتمكن «المساء» من التعرف على عدد الإصابات في صفوف رجال الأمن في المواجهات التي اندلعت بين الطرفين، والتي يستفاد من تقرير الطلبة بأنها كانت «عنيفة»، لكن الطلبة تحدثوا عن وقوع مصابين في صفوفهم، أحدهم يوجد في وضعية صعبة، «إذ أصيب بكسور متعددة في رجليه ويديه وجسمه»، يقول التقرير. وتعرض «مخيم» الطلبة ل»الإجهاز»، وتحدثت المصادر على أن القوات العمومية قد استعانت بشاحنتين استغلتا في حمل أمتعة كان الطلبة يستعينون بها لاتقاء البرد القارس، وعدد منهم كان يجر معه حقيبة ملابسه أينما حل وارتحل بعدما فقد إمكانية السكن في الحي الجامعي الذي تقرر إغلاقه منذ بداية السنة الجامعية الجارية. وتعرضت كتب للطلبة يعتمدونها مراجعا للتحضير لامتحانات خريفية تجري في المركب الجامعي ل»المصادرة»، ومنها أيضا كتب «حمراء» تشفي غليل عدد منهم، وهم في درب «التصعيد»، وتعرضت عدد من الأوراق المخصصة لتدوين المحاضرات للتلف وسط زحمة هذه المواجهات. وبعد ساعات من التوتر بين الطرفين، أعلنت عناصر القوات العمومية، في الصباح الباكر ليوم أول أمس الخميس، انسحابها من المركب الجامعي، لكنها عززت من حضورها غير بعيد، بالقرب من الأحياء المحيطة. فيما عاد الطلبة إلى «المخيم»، لأنهم لا يملكون أي فسحة أخرى للنوم، والخلود إلى «الراحة» إلا هذه «الفسحة، ونظموا تظاهرة منددة بالتدخل الأمني، وخرجوا بتوصية «تصعيد» جديدة تدعو إلى مقاطعة الدورة الاستدراكية لامتحانات الخريف، ما سيدفع الأساتذة المضربين عن العمل إلى أن يجدوا أنفسهم أمام قاعات ومدرجات فارغة، وهم الذين برروا إضرابهم بكون الأجواء غير مواتية بالنظر إلى كون الطلبة قرروا «السكن» مؤقتا في مخيم في ساحة كلية العلوم...