عادت أجواء التوتر من جديد إلى قلعة الطلبة القاعديين بالمركب الجامعي ظهر المهراز بفاس، صباح أمس الثلاثاء. وسمع في الأحياء المجاورة صفير سيارات الأمن وهي تواصل عملية اقتحام المركب الجامعي، الذي دخل طلاب كلية الآداب فيه في مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية التي أقرتها إدارة الكلية، بعدما سبق للطلبة أن قاطعوا امتحانات الدورة الخريفية الماضية. وكان يوم أول أمس الاثنين قد شهد مواجهات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن إصابات في صفوف الطلبة، الذين عمدوا إلى رشق القوات العمومية بالحجارة، وفي صفوف رجال الأمن الذين عمدوا إلى استعمال الغاز المسيل للدموع، والاستعانة بالعصي. ولم تعرف بعد الحصيلة النهائية لهذه المواجهات، فيما أشارت مصادر طلابية إلى أن بعض الطلبة تعرضوا لإصابات بليغة. وعمدت القوات العمومية إلى اقتحام المركب الجامعي، ودارت مواجهات بين الطرفين في أنحاء متفرقة من المركب، قبل أن تقتحم عناصر الأمن كلية الآداب، وبعدها كلية العلوم، وتعزز مواقعها في أنحاء متفرقة من محيط المركب، الذي يعيش بين الفينة والأخرى مواجهات عنيفة بين الطرفين. ولم ينفع هذا التدخل في دفع الطلاب إلى اجتياز الامتحانات الاستثنائية. وقالت مصادر مطلعة إن بعض الطلبة اجتازوا في الفترة المسائية حصص امتحانات هذه الدورة، وقللت المصادر الطلابية الداعية للمقاطعة من أهمية نسبة المشاركين، وحصرتهم في نسبة لا تتجاوز 20 في المائة من مجموع الطلبة. وتحدثت اللجنة التحضيرية لفرع فاس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن «أجواء خطيرة من الترهيب والعسكرة»، عاشتها الجامعة في اليوم الأول من الامتحانات. وقالت إنه تم إعداد أزيد من 50 سيارة أمن من نوع (صطافيط)، وعشر حافلات لقوة «البلير» والسيمي والقوات المساعدة في عملية الاقتحام. وأضاف التقرير الحقوقي أن الأحياء المجاورة، مثل حي الليدو وحي الشهداء، عاشت حالة رعب حقيقية نتيجة اختناق الأطفال بالغاز المسيل للدموع، وأن لجنة تابعة للفرع عاينت عددا من عناصر الأمن وهي تقف في الباب الرئيسي للكلية، وفي مرأب السيارات، وفي ساحة الكلية، وأمام أبواب قاعات الامتحان ل«فرض اجتياز الامتحانات بالقوة». وفي منتصف النهار، نظم طلبة كلية الآداب مسيرة للتنديد بما عاشته الكلية من اقتحام، توجت بفتح حلقية للنقاش أمام النادي الجامعي. وتدخلت على إثرها عناصر الأمن. «وقد خلف هذا التدخل أزيد من 400 إصابة، 5 منهم حالتهم بليغة رفضوا التوجه نحو المراكز الاستشفائية مخافة الاعتقال»، حسب التقرير الحقوقي، الذي تحدث عن حالة الطالب (ع.) الذي أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع سددت له بشكل مباشر متعمد في بطنه نتجت عنها حروق بليغة، وحالة الطالب (م.أ) الخطيرة المتمثلة في كسور متعددة في عظمة الأنف والحاجب والصدغ وإصابة على المستوى الداخلي للعين.