شهد المركب الجامعي ظهر المهراز وعدد من الأحياء الشعبية والأحراش المجاورة بمدينة فاس، في حدود الساعة الخامسة من صباح أمس الاثنين، مواجهات عنيفة بين القوات العمومية والطلبة القاعديين الذين دعوا، في وقت سابق، إلى مقاطعة امتحانات دورة استثنائية كان من المقرر أن تجرى أول أطوارها يوم أمس الاثنين. وقالت مصادر طلابية إن المواجهات، التي استعملت خلالها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطلبة، وسجل وجود أربع حالات خطيرة في صفوف الطلبة المصابين، ضمنهم طالب تعرض لإصابة خطيرة في العين، وآخر أصيب في البطن. وخلفت المواجهات إصابات في صفوف عناصر أمن تلقت ضربات موجعة بالحجارة في أنحاء متفرقة من الجسد.
وعمدت القوات العمومية إلى محاصرة المركب الجامعي ظهر المهراز، قبل أن تعمد إلى اقتحام كلية الآداب التي قاطع الطلبة بها دورة استثنائية أقرتها الإدارة بعدما قاطع الطلبة، في وقت سابق، دورة الخريف العادية. ولم تنجح هذه التعزيزات الأمنية في «إفشال» قرار مقاطعة الامتحانات.
واتهم تقرير للطلبة توصلت «المساء» بنسخة منه، قوات الأمن باقتحام المركب الجامعي لفرض اجتياز الامتحانات الاستثنائية، وتحدث عن «مواجهة بطولية» تم خلالها إبعاد قوات الأمن، قبل أن تستعين بتعزيزات كبيرة تدخلت بعنف وخلفت العديد من الإصابات الخطيرة في صفوف الطلبة والمناضلين حالة بعضهم خطيرة بعد الاستعمال الكثيف للغاز المسيل للدموع والعصي. وأورد التقرير بأن الطلبة قاطعوا الامتحانات رغم وجود عناصر الأمن أمام قاعات الامتحان، وخرجوا في تظاهرة بساحة الكلية تم من خلالها تجسيد المقاطعة.
وقال مصدر طلابي من فصيل النهج الديمقراطي القاعدي إن هذا الاقتحام لم ينجح في تكسير قرار المقاطعة. وأكد على أن الطلبة قرروا مواصلة مقاطعة الامتحانات إلى حين الاستجابة لمطالبهم، ومنها تسجيل العشرات من الطلبة حاملي البكالوريا الذين حرموا من التسجيل في بداية السنة الدراسية بسبب قرارات إدارية يصفها الطلبة بالبيروقراطية والإقصائية لرئاسة الجامعة، وإصلاح كلية الآداب، وتوفير البنيات التحتية والتجهيزات المواتية للدراسة والتحصيل، والسماح للطلبة بتغيير الشعب.
ومن أبرز الملفات المحرجة التي يرفعها الطلبة، ملف إلغاء عقدة التدبير المفوض التي وقعها المجلس الجماعي لتدبير قطاع النقل الحضري. ويطالب الطلبة بعودة وكالة النقل الحضري لاستئناف عملها، وتحسين أسطول الحافلات، وتخفيض التذكرة. وأشار المصدر إلى أن الملف المطلبي يتضمن مطلبا آخر لا يقل أهمية عن المطالب الأخرى، ويتجلى في الزيادة في المنح، وتعميمها، وإقرار المساواة في صرفها بين القاطنين في المدينة الجامعية، والوافدين من مناطق أخرى، إلى جانب مطلب رفع ما يسميه الطلبة ب«الحظر العملي» على نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ووضع حد للاعتقالات التي تطال عددا من نشطاء الفصيل القاعدي في الجامعة، والإفراج عن طلبة جرى اعتقالهم في الآونة الأخيرة.