في تطور مثير لما بات يعرف بقضية فاطمة أزهريو، خرج المئات من تلاميذ ثانوية الخوارزمي صباح أول أمس الخميس في مظاهرة حاشدة بمدينة بني بوعياش. ورفع التلاميذ الغاضبون شعارات قوية ضد المسؤولين بإقليم الحسيمة، مطالبين في الوقت نفسه بمحاسبة كل من ثبت تورطه في وفاة فاطمة أزهريو في المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة. ولم يتوان التلاميذ الذين جابوا مختلف شوارع المدينة قبل أن تمنعهم قوات الشرطة من الوصول إلى الشارع الرئيسي، من رفع لافتات تدعو إلى كشف الحقيقة كاملة في وفاة فاطمة أزهريو متأثرة بمرض السرطان، إذ دعوا إلى رحيل كل المسؤولين الصحيين الذين تسببوا في مأساة منطقة بكاملها. وأكد التلاميذ الذين خرجوا وسط رقابة أمنية مشددة على أن السلطات لم تستجب لمطلب إنشاء مركز صحي بتجهيزات عالية لمعالجة مرضى السرطان بمنطقة الريف. وقال أحد التلاميذ في تصريح للجريدة إن المسيرة الاحتجاجية أتت لتقديم الدعم المعنوي لأسرة فاطمة والتخفيف من حجم الألم الذي تعيشه، علاوة على تنديدهم بالإهمال الذي تعرضت له بالمستشفى الجهوي بالحسيمة «الذي كان سببا في وفاتها» على حد تعبيره. وأضاف المسؤول نفسه أن التلاميذ المحتجين طالبوا «بفتح تحقيق عاجل في قضية الفقيدة، ومحاسبة كل المتورطين في إهمالها، وإنشاء مركز صحي لعلاج مرضى السرطان». في السياق نفسه، اتسعت دائرة الاحتجاج ضد وفاة فاطمة أزهريو لتشمل مناطق متفرقة من الريف، إذ دعت تنسيقية الناظور لحركة تاوادا نإيمازيغين بالناظور جميع الفعاليات والمجتمع المدني إلى وقفة صامتة تأبينية «لشهيدة السرطان بالريف فاطمة أزهريو وتضامنا مع عائلات جميع ضحايا السرطان واحتجاجا على مقاربة الدولة المغربية فيما يخص جميع الضحايا». إلى ذلك، كشفت مصادر موثوقة ل»المساء» أن لجنة من وزارة الصحة حلت بإقليم الحسيمة يوم الخميس من أجل إعداد تقرير شامل عن الوضع الصحي بالمنطقة، وكذا التحقيق في أسباب وفاة فاطمة أزهريو. وقالت المصادر ذاتها إن اللجنة التي بعثها الحسين الوردي، وزير الصحة، ستنصت إلى كل الأطراف المعنية بالموضوع، مرجحة أن تلتقي اللجنة بعائلة فاطمة لمعرفة وجهة نظرها في وفاة ابنتها.