خطا كرنفال «إمعشار»، في نسخته السابعة المرتقبة بعد أيام بتيزنيت، أولى خطواته نحو العالمية بانفتاحه على مشاركات أجنبية عبر استدعاء مجموعة من الفنانين الدوليين، وإدماجهم في الأهازيج الشعبية والطقوس المرافقة لظاهرة «إمعشار» التي تصب في خانة تثمين التراث اللامادي المهدد بالاندثار. وفي هذا السياق، أعلنت جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية والمحافظة على التراث بتيزنيت، عن بدئها في تفعيل الإجراءات المسطرية الكفيلة بالاعتراف ب»إمعشار» كتراث لامادي وطني، على أمل تسجيله كتراث إنساني عالمي لدى المنظمات المختصة، كما سيتم إشراك الأطفال واليافعين والشباب من المؤسسات التعليمية، لأول مرة ضمن مسيرة الكرنفال التي ستجوب شوارع المدينة، فضلا عن تنظيم مسابقة لأجود العروض من حيث الأقنعة واللباس والأهازيج المتعلقة بإمعشار. وبخصوص دواعي تنظيم هذا المهرجان، فتكمن في العمل على بلورة إطار تنظيمي لفرجة إمعشار، واحتضان كافة الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتطوير وتجديد الفرجة ودوام استمراريتها، فضلا عن الإقبال الجماهيري المتزايد على الأشكال التراثية المحلية وفرجة إمعشار بالتحديد، وتضيف الجمعية أنها تسعى من خلال نسختها السابعة للمهرجان إلى العمل على تثمين كافة المظاهر التراثية المحلية وجعلها تتبوأ مكانة متميزة على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني والدولي، عبر إشراك فرق إمعشار من جهات مختلفة لتبادل الخبرات وتنويع الفرجات، سعيا لتحقيق الجودة والتطوير المتجدد والانفتاح والتعايش الثقافي. ومعلوم أن الدورات الست السابقة لمهرجان كرنفال «إمعشار» عرفت تنظيم مجموعة من الأنشطة التي توزعت على محاور تروم الحفاظ على هذا التراث اللامادي الضارب في العراقة والقدم. كما عرفت الدورات السابقة اهتماما بالجانب العلمي الثقافي، حيث فتحت أوراش علمية للنقاش والتداول حول هذا الموروث من طرف ثلة من الأساتذة والباحثين، ومقاربته من مختلف الزوايا، فضلا عن استهداف الشباب واليافعين والأطفال عبر ورشات في اللغة الأمازيغية والحكاية الشعبية وصناعة الأقنعة، زيادة على المساهمة في تنشيط عجلة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمنطقة، عبر معرض للمنتوجات المحلية، يحتضن منتوجات التعاونيات النسوية بتيزنيت وأحوازها، كما تعرض فيه منتوجات الصناعة التقليدية المحلية من حلي وفضة وزيوت أركان ومختلف منتوجات الصبار ومنتوجات محلية بيولوجية أخرى متنوعة. يذكر أن الفرجات المسرحية الشعبية بالمغرب، تعد بمثابة مستودع فني تراثي غني بالدلالات والتقنيات والأساليب الفنية المساهمة في صناعة الفرجة المسرحية المغربية المعاصرة، وكما هو الحال بالنسبة لعدد من المدن المغربية، تزخر تيزنيت بجملة من الفرجات والأشكال التراثية التي تحتاج إلى نفض الغبار عنها وتمتينها، عبر تفكيك أنساقها وتملك خطابها وفهم العلائق التي تقيمها مع محيطها، وبالتالي فإن فرجة «إمعشار» تشكل بامتياز ظاهرة فرجوية تراثية متجذرة في المجتمع المحلي بتيزنيت، ومعلوم أن المدينة احتضنت الدورة الأولى لكرنفال إمعشار، منذ سنة 2008، وتبعتها دورات أخرى تميزت في مجملها باحتضان المدينة لتظاهرات فنية وثقافية وسياحية وتجارية بالموازاة مع المهرجان.