تمكنت المصالح الأمنية المغربية، أول أمس، من تفكيك شبكة متخصصة في تهريب جزائريين مقيمين إلى مدينة سبتة المحتلة، حيث تم توقيف امرأة مقيمة بمدينة الفنيدق وابنها جزائري الجنسية، بتهمة تزعمها للشبكة المذكورة. وأضاف مصدرنا أن تفكيك هذه الشبكة جاء بعد انطلاق التحريات الأمنية من أجل توقيف شخص جزائري بمعبر باب سبتة، يوم الأربعاء الماضي، خلال محاولته التسلل إليه باستعمال جواز سفر مغربي مزور، تبين بعد تنقيطه أنه مسروق. وكشف المعتقل الجزائري حينها للمحققين عن وجود شقة بمدينة الفنيدق، مختصة في إيواء بعض الجزائريين المقيمين بشكل غير شرعي بالمغرب، استعدادا لتهريبهم إلى سبتة، ومنها إلى إسبانيا، بعد مدهم بجوازات سفر مغربية مسروقة، تعود إلى ولاية تطوان، وعمالة المضيق –الفنيدق، مقابل مبالغ مالية تقدر بحوالي مليوني سنتيم. وكشف محدثنا أنه تمت مداهمة الشقة المشتبه فيها، حيث تم اعتقال صاحبتها، وابنها، كما وجدت داخلها 6 مهاجرين جزائريين، أثبتت التحقيقات الأولية وجود ارتباط بينهم وبين شبكة جزائرية تتواجد بمدينة «مغنية» المحاذية للحدود المغربية، فيما تم حجز مبالغ مالية من العملة الصعبة من الأورو، والدينار الجزائري، والعديد من جوازات السفر المغربية. من جهتها، كشفت مصادر إسبانية أن المصالح الأمنية المغربية توصلت سابقا بإشعار من طرف نظيرتها الإسبانية، تنبهها فيه بضبطها لعدد كبير من الجزائريين الذين نجحوا في اختراق الحدود المغربية ودخول مدينة سبتة، كما أبدت الأجهزة الأمنية الإسبانية «تخوفها من ارتباط هؤلاء الجزائريين بشبكات خاصة تجهل طبيعتها». ووفقا لمصادر مطلعة، فإنه تقرر انتشار عدد من عناصر الشرطة في المعبر الحدودي «بعد اكتشاف محاولات متوالية لمهاجرين جزائريين في اختراق الحدود باستعمال وثائق مزورة». وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هؤلاء المهاجرين يؤدون مبالغ مالية مرتفعة إلى مافيات الاتجار بالبشر للاستفادة من جوازات السفر المغربية، وكذلك باستغلال ارتفاع حركة المرور عبر الحدود يوميا، حيث يتسللون دون أن يلحظهم أحد. ويستغل الجزائريون تشابه سحنهم بالمواطنين المغاربة، حيث كثيرا ما يجري الخلط بينهم واكتشافهم من بين أكثر من 25 ألف مغربي و3000 سيارة تعبر الحدود يوميا.