أعادت قضية وجود جوازات سفر مزورة منجزة بتطوان إلى الواجهة الحديث عن تخوفات المصالح الأمنية من وصولها إلى أيدي متطرفين إسلاميين من دول الساحل أو من الجزائر. فقد أعلنت المصالح الأمنية، بحر هذا الأسبوع، عن «إفشال» عناصر مشتركة من الشرطة والجمارك بباب سبتة محاولة تسعة جزائريين الهجرة نحو إسبانيا بطريقة غير شرعية، باستعمال جوازات سفر مزورة «أنجزت بتطوان». واستغربت مصادرنا كيفية حصول، ما وصفه، هذا «الكوماندو» من الجزائريين على جوازات سفر أنجزت بتطوان، علما بأن جوازات السفر المنجزة بتطوان تسمح لحاملها بدخول مدينة سبتة دون حاجة إلى التوفر على تأشيرة شينغين. وأفادت مصادر أمنية مطلعة بأن المصالح الأمنية لشرطة الحدود المغربية بباب سبتة شددت مراقبتها على النقطة الحدودية بسبب محاولة عدد كبير من الجزائريين، في الأيام الأخيرة، التسلل إلى مدينة سبتة ومغادرة التراب المغربي عن طريق استعمال جوازات سفر مغربية مزورة. وأفادت المصادر ذاتها «المساء» بأن المصالح الأمنية المغربية توصلت بإشعار من طرف نظيرتها الإسبانية تبدي فيه «تخوفها من ارتباط هؤلاء الجزائريين بشبكات خاصة تجهل طبيعتها». ووفقا لمصادر مطلعة في أمن الحدود، فإنه تقرر تعزيز أمن الحدود بنشر عدد من عناصر الشرطة في المعبر الحدودي «بعد اكتشاف محاولات متوالية لمهاجرين جزائريين اختراق الحدود باستعمال وثائق مزورة». وأشارت المصادر إلى أن «هؤلاء المهاجرين يؤدون مبالغ مالية مرتفعة إلى مافيات الاتجار بالبشر للاستفادة من جوازات السفر التطوانية، وأنهم يستغلون كثافة حركة المرور عبر الحدود يوميا، حيث يتسللون دون أن يلحظهم أحد. كما يحاولون تجنب إخضاع جوازاتهم للتنقيط في حاسوب وزارة الداخلية بعد دفعهم لأتاوات لبعض رجال الأمن العاملين بالمنطقة». ويستغل بعض الجزائريين تشابه سحناتهم بسحنات المواطنين المغاربة، حيث كثيرا ما يجري الخلط بينهم قبل اكتشافهم من بين أكثر من 25 ألف مغربي و3000 سيارة تعبر الحدود يوميا. وكانت «المساء» قد نشرت في تحقيق سابق لها أن مدينة المضيق أصبحت منذ سنة قبلة للمهاجرين الجزائريين، حيث يفضل أغلبيتهم مدينة المضيق نظرا إلى قربها من مدينة سبتة، وهي المدينة التي تستعمل ك»قاعدة للجوء والاستراحة» قبل عبور الحدود المغربية في اتجاه أوربا بجوازات سفر مغربية مزورة مسلمة من ولاية تطوان أو عمالة المضيق-الفنيدق. فيما يعمل بعضهم على اقتنائها مقابل عشرة آلاف درهم». ويقول أحد الأشخاص في مدينة المضيق أن الأمر في غاية البساطة، إذ على الجزائري أن يضع فقط صورته بإتقان على الجواز وبعدها يحاول استغلال الشبه بين ملامحه وملامح المغاربة لمغادرة المغرب وعبور الحدود أو الدخول إليها بجوازات السفر المزورة. ومنذ سنتين، كشفت بعض الصحف الجزائرية عن مصادرة السلطات الأمنية الجزائرية لبعض جوازات السفر الصادرة عن سلطات تطوان في منطقة تلمسان شرق الجزائر، غير بعيد عن ولاية تبسةالجزائرية التي ينشط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. إن هجرة الجزائريين غير الشرعيين أصبحت تمثل تحديا كبيرا للمغرب على المستوى الأمني، «فالتهديدات الإرهابية الأخيرة، وظهور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تدفعنا إلى اتخاذ المزيد من الاحتياطات وتوخي الحذر والرفع من مستوى اليقظة»، يضيف مصدر أمني بالمعبر الحدودي.