اتهم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ب«التدخل» في مؤتمري حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فيما اتهم الحزب الإسلامي بخلق تيار «بلاهوادة» داخل الاستقلال. وأكد شباط، في ندوة نظمت مساء أول أمس بالمعهد العالي للإدارة في الرباط، أن «بنكيران ووزراءه تدخلوا في حزب الاستقلال واتصلوا ببرلمانيي الحزب لمساومتهم بغية التصويت لصالح عبد الواحد الفاسي»، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة خاطب شباط في أول لقاء بينهما قائلا: «دوك الناس كانوا طيبين معانا، ومن نهار دخلتي مابقاش يجيني النعاس»، على حد قول الأمين العام لحزب الاستقلال. واعتبر شباط أن رئيس الحكومة يريد أن يتحكم في البرلمان بغرفتيه وفي الأحزاب السياسية، واتهم حزب العدالة والتنمية بخلق تيار «بلا هوادة»، حيث سجل أن الناطق الرسمي باسم هذا التيار هو مصطفى بابا، الكاتب الوطني السابق للشبيبة الحزب، «لأنه هو أول من ينشر الأخبار المتعلقة بهذا التيار في موقعه». ولم يدع الأمين العام للاستقلال الفرصة تمر دون مهاجمة معارضيه داخل الحزب، خاصة منافسه على قيادة الحزب، عبد الواحد الفاسي، حيث كشف شباط أن 19 عقارا من ممتلكات حزب الاستقلال، التي كانت في اسم مؤسس الحزب، لازالت في ملكية عبد الواحد الفاسي وعائلته، وهو الأمر الذي يفسر، حسب شباط، هذا الصراع مع عبد الواحد الفاسي لأن «الناس مابغاوش يطلقو»، على حد تعبيره. وأكد شباط، في سياق حديثه عن قرار طرد مجموعة من أعضاء الحزب من المجلس الوطني، أن «القانون الأساسي واضح في الفصل 84، حيث يصبح مستقيلا كل من تغيب ثلاث مرات بدون عذر مقبول...فهؤلاء يجتمعون في جهة أخرى في حين عليهم اللجوء إلى الدار ومؤسسات الحزب». واعتبر شباط أن المغرب فقد قراره السيادي على المستوى الاقتصادي بعدما أصبح موظفو البنك الدولي مرابطين في الإدارات المغربية، مشيرا في سياق آخر إلى أن الحكومة برمتها «لا تتوفر على حقيبة» لأن وزراءها مجرد موظفين. وأضاف أن المجلس الحكومي أصبح مخصصا «إما للتعيين في المناصب السامية أو التوقيع على اتفاقية للحصول على قرض»، مشيرا إلى أن «القانون الوحيد الذي تم تمريره بسرعة هو القانون التنظيمي المتعلق بالوظائف السامية، في حين أن الحكومة برمتها تشتغل بدون قانون تنظيمي». وبخصوص قضية «برج إيفل» بمدينة فاس، أكد شباط أن هذا البرج الذي صنع بفاس سيتم تثبيته فوق مركز جد مهم يتم بناؤه، مشيرا إلى أن الضجة التي أثيرت حول الموضوع صاحبها هو رئيس الحكومة وأعضاء حزبه، رغم أن المبادرة جاءت من بعض الصناع التقليديين، و«هو يشبه فعلا برج إيفل الفرنسي» يضيف شباط.