يطالع فؤاد عالي الهمة هذه الأيام كتابا عنوانه «الترهيب والشهادة- رفع تحدي الحضارة» للباحث الفرنسي في شؤون الإسلام السياسي جيل كيبل. الكتاب، الذي صدر خلال شهر مارس من سنة 2008، يقارب الظاهرتين الأساسيتين اللتين استحوذتا على الفكر الإنساني في الفترة ما بعد أحداث 11 شتنبر 2001؛ أي الحرب الأمريكية على الإرهاب والسعي إلى الشهادة من قبل الجهاديين. وفي مقاربته تلك، يعود جيل كيبل إلى محاولات دمقرطة الشرق الأوسط من قبل أمريكا مع استحضار مشاهد الدم والدمار في العراق ومشاهد المهانة التي تعرض لها السجناء المسلمون في أبو غريب وفي غوانتنامو... ويخلص كيبل في تحليله إلى أن المعركة لم ينتصر فيها لا المحافظون الجدد ولا القاعدة، بل فتحت المجال أمام إيران التي صارت تهدد جيرانها من خلال محاولاتها إشعال الفتنة بين السنة والشيعة والفرس والعرب... وفي خلال هذا وذاك يقول كيبل إن السلام الذي أراده الأمريكيون على طريقتهم بالمنطقة تحول إلى سراب، متسائلا حول السبيل إلى وقف دوامة الإرهاب والشهادة في المنطقة وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه أوربا بعد أن هُمش دورها على إثر أحداث 11 شتنبر.