يستعمل الفرنسيون كلمة Navet، ( اللفت)، كناية عن عمل أدبي أو فني عديم القيمة. عمل «بائخ» في حق شريط «كوكو» الذي سيعرض ابتداء من 18 مارس بربوع فرنسا، وهو من إخراج، إنتاج وتمثيل جاد المالح. يمكننا، ومن دون مبالغة القول إن «الفيلم ما يسوا تابصلة». عودنا جاد المالح، الذي يحظى بشعبية واسعة في فرنسا، كندا، المغرب، وغيرها من باقي الدول على كوميديات هزلية بمستوى رفيع، تعرف فيها المغاربة على نحو خاص على أوضاعهم التراجيكوميدية. ضحكوا بسخاء لأرقام فكاهية مثل «معزة مسيو سوغان»، «مدام التازي»،»ماكدونالدز»، «مومو زيميو»...الخ. في كوميديات سينمائية مثل «شوشو» من إخراج مرزاق علواش، «الحقيقة إن كذبت» لتوماس جيلو، الخ...ثمة تألق فني واحترافي لجاد المالح. بعد إنجازات جعلت منه إذن أحد الممثلين الفرنسيين الأكثر شعبية وثراء، انتقل مثل العديد من الممثلين وراء الكاميرا لإخراج والقيام ببطولة فيلمه الجديد «كوكو»، وهو فذلكة سطحية أو ما يطلق عليه كشكول من الاسكيتشات ركبها المالح ليجعل منها فيلما من ساعة وخمسة وثلاثين دقيقة من السأم المتواصل. يدور الفيلم حول شخصية سيمون بن سوسن، المعروف بلقب «كوكو»، وهو شخص غريب الأطوار، ثري بشكل خرافي. وللاحتفال بالبلوغ الديني لابنه( بار ميتسفا)، الذي أقفل عامه الثالث عشر، قرر أن يحجز المركب الرياضي لستاد دو فرانس الذي تقام به كبريات مباريات كرة القدم والكرة المستطيلة وكذا الحفلات الغنائية الكبرى وذلك لدعوة 4000 شخص لهذا الحفل. شخص هلوسي، ،بحماسة مبالغ فيها، أسير مظاهر فاقعة، وبسبب هذه النزوة يتبرم منه معارفه وزوجته أغاث، ليكتشف فيما بعد، وبعد فوات الأوان، أن «الزواق بدا تايطير». استغل جاد المالح شخصية بن سوسن الشهيرة التي استغلها في كوميديا «الحياة العادية» ، وهو أول عرض فكاهي أنجزه المالح بنجاح، لإعادة سكبها في هذا الفيلم الذي تدمغه سرعة، بل سطحية الإنجاز. نستغرب لماذا لم يفكر ضمن «الكاستينغ»، الذي يتضمن شخصا تافها وبئيسا مثل أنريكو ماسياس، في منح أدوار لممثلين مغاربة من الجنسين لمساعدتهم، مع العلم أن السوق المغربية تشكل موردا ماليا هاما بالنسبة لجاد المالح وذلك بحكم شعبيته في الأوساط المغربية؟ لربما أنجز هذا الطلب في شريط قادم! نزل جاد المالح بكامل ثقله إلى حلبة الدعاية والإعلام ليُكسب شريطه إقبالا محترما من طرف الجمهور، الذي ربما لن يناهز 86.544.920 متفرجا جلبهم فيلم «مرحبا بكم لدى الشتي» ، لكن ثلث هذا العدد، على الأقل، بمن فيهم المغاربة، سيقبلون بالكاد على الفيلم. لكن بالنظر إلى النتيجة الفنية، من الأجدى أن يبقى جاد المالح أمام الكاميرا.