توصل الفنان الكوميدي المغربي جاد المالح بعرض من المخرج الأميركي ستيفان سبيلبيرغ، للمشاركة في فيلمه المقبل، الذي ستدور أحداثه حول مغامرات "تان تان". "" وحسب مصادر إعلامية فرنسية، من المنتظر أن تشكل هذه التجربة السينمائية فرصة أمام الكوميدي المغربي من أجل تحقيق قفزة نوعية، والتواجد إلى جانب ممثلين كبار في سماء هوليود. وأكدت المصادر نفسها، أن دراسة العرض ستجري في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصا أن الفيلم ينتظر عرضه سنة 2010، وقالت المصادر إن المالح, سيشارك في هذا الفيلم إلى جانب دانيال كريغ وجامي بيل، الذي سيلعب شخصية "تان تان"، ولم تشر المصادر إلى الدور الذي سيلعبه المالح وقالت إنه سيكون عبارة عن مساحة زمنية محترمة، مشيرة إلى أن المخرج الأميركي سيكون مضطرا إلى إحداث شخصية جديدة تتلاءم مع مواصفات الفنان المغربي المقيم في فرنسا. وهي شخصية لا وجود لها في النص الأصلي، مشددة على أن الرجلين التقيا في يناير الماضي، وطرحا الفكرة للنقاش. وتمثل سنة 2009 بالنسبة للمالح فرصة جديدة للانطلاق نحو تجارب أخرى، لم يعهدها المشاهد المغربي، أن فيلما جديدا من إخراج المالح سيعرض في القاعات السينمائية ابتداء من مارس المقبل، يحمل عنوان "كوكو"، وهو عبارة عن مجموعة من الأعمال التي سبق للمالح أن أنجزها، وقام بإخراجها في إطار فيلم كوميدي شيق. من جهة, وافق المالح على المشاركة في فيلم فرنسي يستند على وقائع حقيقية، تتحدث عن فترات مظلمة من تاريخ فرنسا، وتتمثل في التعاون الذي كان قائما بين الجمهورية الفرنسية والنازية الألمانية، إبان الحرب العالمية الثانية، ويحكي الفيلم مأساة 13 ألف يهودي جرى اعتقالهم بفرنسا بأمر من النازيين يومي 16 و 17 يوليوز من سنة 1942، وإيداعهم في معتقل بساحة "الفيلودروم" قبل ترحيلهم نحو ألمانيا، ومن المتوقع أن يشارك المالح إلى جانب عدد من الممثلين الفرنسيين من أمثال جونم رينو، وإيمانويل سينغر، وسينطلق تصوير الفيلم في ماي المقبل، بكل من فرنسا وهنغاريا. للتذكير, ولد جاد المالح يوم 19 أبريل 1971 بمدينة الدارالبيضاء، وظل المالح اليهودي المغربي مدافعا عن قضايا السلام، وعن فكرة التقارب والتحاور بين الأديان والحضارات. وغادر جاد المالح المغرب سنة 1988 إلى كندا، وعمره لم يتجاوز 17 سنة. ثم انتقل من مونتريال إلى باريس سنة 1992 من أجل إكمال تحصيله الدراسي. ابتدأت مسيرة جاد المالح مع التمثيل في سنة 1995، حيث قام بأداء أول عروضه الفكاهية على خشبات المسارح الفرنسية، فكانت البداية مع Décalage، ولكن محطته مع النجومية كانت في عرضه الكوميدي La vie normale)الحياة العادية)، التي جال بها قدمها في دول عديدة. منها فرنسا، كندا، وتونس، بعد هذا العرض كان الموعد مع عرضه Lautre cest moi)الآخر هو أنا)، الذي لاقى نجاحا باهرا في فرنسا, وكندا, والولايات المتحدة الأميركية، نجاح وضعه في قمة عرش الفكاهة الفرنسية، إذ جرى اختياره في يناير 2007 كأكثر الشخصيات الفرنسية مرحا. يقوم حاليا جاد المالح بجولة فنية في أوروبا وأميركا يقدم فيها آخر عروضه الكوميدية "أبي فوق الخشبة". إلى جانب العروض المسرحية, نشط جاد المالح في تأدية مجموعة من الأفلام إلى جانب كبار الفنانين الفرنسيين، كما قام بالتأييد والتضامن مع وطنه الأم المغرب ، حيث قام سنة 2004 بأعمال تضامنية ساند فيها ضحايا زلزال الحسيمة، بالمغرب, الذي حدث في 24 من السنة نفسها. شارك المالح في أول فيلم طويل "أهلا ابن عمي" عام 1996، الذي حاز عدة جوائز سيزار. وبعد النجاح الذي حققه، مثل دور البطولة في أفلام كوميدية أخرى عديدة. للإشارة فإن شخصية "تان تان" ما زالت تستثير أحلام الأجيال رغم الرقابة ومرور الزمن وما تتضمنه من صور نمطية. "مغامرات تان تان" عبارة عن سلسلة من الكتب المصورة ابتدعها باللغة الفرنسية الفنان البلجيكي "إرجيه"، واسمه الحقيقي جورج ريمي، المولود عام 1907 والمتوفى عام 1983. وحلقات المغامر "تان تان" وكلبه ميلو جرت أحداثها حول العالم واتخذت من كثير من بلدان العالم مسرحا لها، وتدور أحداث أربعة مجلدات منها في العالم العربي في منتصف القرن العشرين وهي "تان تان والمخالب الذهبية" و"سيكار الفرعون" و"في بلد الذهب الأسود" و"مخزون الكوك". و"تان تان" هو مراسل صحفي بلجيكي دائم الأسفار، وفي كل مغامرة يتوجه إلى مكان مختلف مع كلبه المخلص "ميلو"، فمرة في أدغال إفريقيا ومرة في رمال الجزيرة العربية وثالثة في غابات أميركا اللاتينية وهكذا. ويتعرض البطل في كل مغامرة لمجموعة من الحوادث المثيرة والأخطار ويواجه العصابات والمجرمين ثم ينتصر في النهاية، ودائماً ما كانت المغامرات تصطبغ بطابع الخيال العلمي، فنرى (تان تان) مرة على سطح القمر، ومرة أخرى مع بعثة علمية لفحص نيزك ساقط من الفضاء. ولعل سر رواج قصص "تان تان" المصورة يكمن في عنصر الإبهار، الذي تقدمه للمراهقين من خلال عوالمها الممتعة المسلية، كما أن تتابع الأحداث والحوادث يؤجج من عنصري التشويق والاستمتاع لدى القارئ، ولا ننسى طبعا دور الرسومات المتقنة والألوان البهيجة التي ترسم بها هذه السلسلة المصورة. شاهد "تريلر " الفيلم الأخير لجاد المالح