تابع 8ر6 مليون مشاهد بفرنسا عرضا فرديا للفنان الساخر الفرنسي من أصل مغربي جاد المالح يحمل عنوان "بابا إي أون هو" (والدي فوق)، والذي تم بثه مساء السبت الماضي، مباشرة من قصر الرياضات بباريس، على قناة "تي إف 1". وحسب "ميدياميتري" وهي مؤسسة لقياس نسبة مشاهدة وسائل الإعلام السمعية البصرية الفرنسية، فقد حققت القناة الفرنسية بفضل سهرة جاد المالح نسبة مشاهدة بلغت 5ر35 في المائة، متقدمة بشكل كبير على باقي القنوات. وبعد أن قدم هذا العمل على مدى ثلاث سنوات بفرنسا والخارج، وافق جاد المالح على بث عرضه الفردي مباشرة على قناة "تي إف 1"، وهو التحدي الذي لم يقم به أي فنان ساخر من قبل في فرنسا. وفي عرضه الفردي (والدي فوق)، يتحدث جاد المالح وهو من مواليد الدار البيضاء عن طفولته وإبنه ووالده. وقد برهن جاد المالح خلال عرضه على قدرة كبيرة على الارتجال، خصوصا عندما علم بالزيارة "المفاجئة" للفنان المغربي جمال الدبوز، والفنان الساخر إيلي سمون. يذكر أن جاد المالح ولد يوم 19 أبريل 1971 بمدينة الدارالبيضاء، وظل المالح اليهودي المغربي مدافعا عن قضايا السلام، وعن فكرة التقارب والتحاور بين الأديان والحضارات. وغادر جاد المالح المغرب سنة 1988 في اتجاه كندا، وعمره لم يتجاوز 17 سنة. ثم انتقل من مونتريال إلى باريس سنة 1992 من أجل إكمال تحصيله الدراسي. وابتدأت مسيرة جاد المالح مع التمثيل في سنة 1995، حيث قام بأداء أول عروضه الفكاهية على خشبات المسارح الفرنسية، فكانت البداية مع Décalage، ولكن محطته مع النجومية كانت في عرضه الكوميدي La vie normale (الحياة العادية)، التي جال بها قدمها في دول عديدة. منها فرنسا، كندا، وتونس، بعد هذا العرض كان الموعد مع عرضه Lautre cest moi (الآخر هو أنا)، الذي لاقى نجاحا باهرا في فرنساوكندا والولايات المتحدة الأميركية، نجاح وضعه في قمة عرش الفكاهة الفرنسية، إذ جرى اختياره في يناير 2007 كأكثر الشخصيات الفرنسية مرحا. إلى جانب العروض المسرحية نشط جاد المالح في تأدية مجموعة من الأفلام إلى جانب كبار الفنانين الفرنسيين، كما قام بالتأييد والتضامن مع وطنه الأم المغرب ، حيث قام سنة 2004 بأعمال تضامنية ساند فيها ضحايا زلزال الحسيمة، بالمغرب الذي حدث في 24 من السنة نفسها. حاز على جوائز سيزار، المالح في أول فيلم طويل يشارك "أهلا ابن عمي" عام 1996، كما مثل في أفلام كوميدية أخرى.