"ليست هذه المرة الأولى التي نحتج فيها على عدم توفر الحافلات ولن نغادر هذا المكان إلا إذا توصلنا إلى حل لهذه القضية، لأنه لا يعقل أن تستمر معاناتنا طويلا"، بهذه الكلمات كان أحد المواطنين يحتج بلغة صارمة على قلة حافلات "نقل المدينة" في الدار البيضاء. ففي وقفة احتجاجية عفوية ضد حافلات "نقل المدينة"، حاصر مجموعة من الطلبة والمواطنين مجموعة من حافلات الشركة، مساء الجمعة الماضي، بالبرنوصي، الاحتجاج العفوي كاد يتسبب في احتقان بالمنطقة، نظرا للغضب الكبير الذي كان ينتاب هؤلاء الطلبة، بسبب ما وصفوه بقلة الحافلات. وقال أحد المحتجين بنبرة غاضبة جدا "لا يعقل أن نستمر في هذا الوضع لمدة طويلة، فالأمر يحتاج إلى مبادرة حقيقية لحل مشكل قلة الحافلات في هذه المنطقة"، وأضاف أن مجموعة من الطلبة والموظفين يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقرات عملهم في الصباح وأثناء العودة إلى منازلهم في المساء. وأكد أنه تم تقديم وعود للطلبة بتعزيز شبكة الحافلات في البرنوصي خلال أوقات الذروة، و"قال لقد تم منحنا وعدا قبل أيام بتعزيز شبكة الحافلات في هذه المنطقة، ولكن دون جدوى، وإذا لم يتم الالتزام بهذا الوعد سنكرر محاصرة الحافلات أكثر من مرة". التهديد بمحاصرة الحافلات في البرنوصي، مرة أخرى، لم يقتصر على هذا المحتج وحده، بل إن الكثير من الطلبة أكدوا هذا الأمر في حديثهم مع أحد رجال الأمن، الذي تدخل لاحتواء المشكل، وقالوا "إننا نعاني كثيرا وسنحاصر هذه الحافلات إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبنا، وفي المرة المقبلة سننقل احتجاجاتنا إلى مركز الشركة في منطقة المعاريف". ووجد مجموعة من سائقي حافلات المدينة أنفسهم مجبرين على التوقف، وقال أحد السائقين "لا أعلم في الحقيقة سبب هذا التوقف"، ودامت محاصرة الحافلات بسبب المحتجين حوالي ساعة تقريبا، قبل أن يتدخل رجلا أمن لإقناع الغاضبين بعدم عرقلة حركة السير والجولان وإيجاد حل لهذه القضية. وإذا كان المحتجون استسلموا في الأخير لرغبة الأمن وفكوا حصارهم المفروض على مجموعة من الحافلات، فإنهم أكدوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وأنهم سيواصلون احتجاجاتهم إلى حين الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة في إضافة حافلات جديدة إلى البرنوصي، وقال أحد المحتجين "هذه المنطقة تعرف أزمة خانقة في المواصلات، بسبب قلة الحافلات والطاكسيات وانعدام الطرامواي، وهذه الأمور كلها تزيد من حدة الغضب الذي نشعر به، لأننا نصل دوما متأخرين". الاحتجاج العفوي الذي عرفته منطقة البرنوصي مساء الجمعة الماضي، يدعو إلى التفكير الجدي في ضرورة فتح ملف النقل الحضري بكل جدية، خاصة في المناطق التي لا يمر منها الطرامواي، والتي ما تزال غارقة في أزمة خانقة في المواصلات، حيث يجد الكثير من المواطنين أنفسهم في محنة وعذاب شديدين من أجل العثور على وسيلة نقل. الأزمة التي تعرفها العاصمة الاقتصادية بخصوص قلة وسائل النقل الحضري تدفع الكثير من المواطنين إلى البحث عن وسائل بديلة كالعربات المجرورة والدراجات ثلاثية العجلات، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع المرتبطة بمخطط التنقل الحضري.