دعت «خلوة شتوية» للصيادلة احتضنها نادي الصيادلة بفاس، يوم الجمعة الماضي، وحضرها كبار الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، إلى مقاطعة منتوجات مختبرات معروفة في قطاع صناعة الأدوية، وذلك على خلفية الحرب «الباردة» التي اندلعت بين المصنعين والصيادلة حول مرسوم وزاري عرف ب»دستور الأدوية» يقر بهامش ربح للصيادلة بعد تدابير تنوي جل المختبرات اتخاذها لتخفيض أثمنة الأدوية، دون إشراك الصيادلة في القرار. وتحدثت «الخلوة الشتوية» للصيادلة عن وجود «صيادلة مغرر بهم» اتهموا بتلقي «الدعم» و»التمويل» من طرف بعض الجهات ل»تعطيل وإفشال إخراج قانون جديد تعتزم وزارة الصحة إصداره لتقنين قرارات تخفيض الأدوية. وقال الصيادلة إن «المغرر بهم» كلفوا بإعطاء الصيدلي صورة مغلوطة عن المضمون الحقيقي لهذا القانون، وقاموا بتغليط طلبة كلية الصيدلة ومستخدمي الصيدليات. فيما وصف المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب، في مذكرة موجهة إلى الصيادلة، الدعوة إلى «مقاطعة» أحد المختبرات بالقرار غير المقبول، واللامسؤول، والممنوع على الصيادلة من الناحية القانونية. وكان وزير الصحة قد تدخل لإخماد فتيل الحرب الدائرة بين المصنعين والصيادلة بخصوص قرار تخفيض أثمنة عدد من الأدوية في المغرب. وأشاد الصيادلة في اجتماع قدم على أنه يدخل في إطار «تسخينات» للصيادلة ضد مصنعي الأدوية، ب»حيادية» وزير الصحة، وعدم رضوخه لضغوطات ما يسمونه ب»اللوبي النافذ» للمصنعين وأصحاب المختبرات. ويرمي هذا المرسوم الذي حول إلى «مطبخ» الأمانة العامة للحكومة إلى تحديد وتخفيض أثمنة الأدوية بصيغة يقول الصيادلة إنه تم الاتفاق عليها من قبل المتدخلين في القطاع، وضمنهم الصيادلة. ويراهن على هذا المرسوم لمواكبة تطورات القطاع بعدما قدم قانون مؤطر يعود إلى سنة 1969 بأنه متقادم ومتجاوز. وطالب الصيادلة باتخاذ إجراءات مواكبة لقرار تخفيض الأدوية من قبل المصنعين لتفادي إحداث هزات في قطاعهم. فيما هدد بلاغ صادر عن هذه «الخلوة الشتوية» للصيادلة في مدينة فاس، ب»التصعيد» في حال «دعم» بعض الوزراء لموقف بعض المصنعين الرافض لإعطاء هامش للحفاظ على التوازن المالي للصيدلي، وهو ما أقره مشروع المرسوم الذي أعدته وزارة الصحة، يقول الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، أما المصنعون فينظرون بعين غير راضية إلى هذا المشروع، وهو ما أدى إلى تباعد الهوة بين الطرفين، حد دعوة الصيادلة في خطوة غير مسبوقة إلى مقاطعة منتوجات مختبر معروف في الدار البيضاء.