تحرر السفير الأمريكي الجديد «روبيرت جاكسون»، مساء الجمعة الماضي ببني ملال، من الطقوس الدبلوماسية، وبدا فرحا ب«بورتريه» قدم له من الدكتور رضوان السعيدي على هامش لقاء نظمه هذا الأخير، وجمع السفير وزوجته ووفداً مرافقاً له مكونا من المسؤول عن القسم السياسي ومسؤول عن قسم اللغة الانجليزية بالسفارة الأمريكية بأطفال من أبناء الفقراء بغرفة التجارة والصناعة والخدمات ببني ملال. ولم تتمالك زوجة السفير الجديد في أول خروج لهما نفسها، فأجهشت بالبكاء أثناء قراءتها أمام الحاضرين لفصل من قصة «الطفل والشجرة»، نتيجة تأثرها بالحكاية التي تصور مكر الزمن وتتحدث عن الشيخوخة والمتاعب الملازمة لها . لقاء السفير الأمريكي الجديد بأطفال مدينة بني ملال جاء في إطار برنامج «أكسيس» ACCESS، الذي أحدثته وزارة الخارجية الأمريكية وانطلقت أول تجربة به في المغرب خلال موسم 2003/2004، قبل أن تعمم التجربة على أكثر من 50 دولة حول العالم، ويهم البرنامج تعليم اللغة الإنجليزية والثقافة الأمريكية لبلدان وشعوب من ثقافات مختلفة, ويشرف عليه بجهة تادلة أزيلال الدكتور رضوان السعيدي, الأستاذ بكلية الآداب بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال. اللقاء حضره أيضا رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، وعرف «حضور أزيد من 60 طفلا من الطبقات الفقيرة وخمسة مؤطرين، وعرف اللقاء أيضا تقديم وصلات موسيقية وتقدم أحد الأطفال بكلمة باسم أبناء جهة تادلة أزيلال يطالبون فيها السفير بالاهتمام بأبناء الجهة ودعمهم في التحصيل الدراسي وخاصة في اللغة الانجليزية, وركز الطفل إسماعيل العلوي الذي ألقى الخطاب، على انتظارات الشعوب من التغيير الحاصل بأمريكا مع مجيء الرئيس الجديد باراك أوباما». السفير الأمريكي أكد في أجوبته عن أسئلة أطفال بني ملال أن «المغرب بلدي وأشعر بغبطة وسرور عندما أتواصل مع المغاربة.. إنني لا أقوم بمهامي الدبلوماسية فقط ولكنني أشعر بأنني أعيش حياتي العادية وكأنني في موطني الأصلي». وذكر السفير الأمريكي أطفال الفقراء ببني ملال ب«ضرورة العمل الجاد والتحصيل العلمي والدراسي لأنه المخرج من الأزمات»، وأوضح أن «التحسيس المتبادل بتنوع الثقافات وتبادلها هو السبيل لبناء جسر قوي من العلاقات بين الشعوب». وختم «روبيرت جاكسون» السفير الأمريكي الجديد نصائحه لأطفال بني ملال ب«التحرر من الحفظ في التحصيل العلمي، لأن ذلك يحرر العقل ويفتح ملكات الإبداع وينمي المواهب، والتركيز على الحفظ في المنظومة التعليمية بكثير من البلدان نتج عنه قتل الإبداع وغياب العمق في التفكير الذي يحول التفكير إلى تفكير سطحي». لقاء السفير الأمريكي، الذي كان محاطا بحراسة أمنية مشددة، بأطفال بني ملال استمر ساعة و45 دقيقة وعرف في ختامه مشاركة السفير للحاضرين في حفل شاي وخوضه نقاشات ثنائية مع الأطفال والحاضرين قبل استقباله من طرف والي جهة تادلة أزيلال.