لم تكن الشرطة الإسبانية تتصور أن اعتقالها لأحد الشبان المغاربة بمدينة سبتة بتهمة الشك في كون جوازه مزورا، قد تنتهي بأزمة دبلوماسية جديدة ومعقدة بين المغرب وإسبانيا. يتعلق الأمر بسليم الجعيدي، ابن عبد السلام الجعيدي سفير المغرب المكلف بمهمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتعود أطوار اعتقال سليم الجعيدي وصديقه إدريس.أ إلى يوم الجمعة الماضي. فعندما كان الاثنان يحاولان العبور إلى منطقة «كوستا ديل سول» السياحية الإسبانية، لاحظ أحد عناصر الشرطة الإسبانية وجود عملية تزوير طالت رقم تاريخ انتهاء مدة صلاحية جواز السفر، حيث تم تغيير رقم 4 المدرج في سنة 2004 إلى رقم 9، ليتغير بذلك تاريخ الصلاحية إلى سنة 2009. ووفقا لمصادر من الشرطة الإسبانية، فإن كشف التزييف في تاريخ جواز ابن السفير المغربي تم بواسطة أجهزة التأكد والتحقيق من قانونية جواز السفر، مما نتج عنه اعتقال ابن السفير المغربي بصفته مهاجرا غير شرعي. وتقول نفس المصادر إن السلطات الإسبانية وجهت رسالة عبر الفاكس إلى السفارة الأمريكية للتأكد من بيانات جواز سفر ابن السفير، إلا أنها لم تتلق جوابا عن ذلك رغم مرور أربعة أيام من الاعتقال. وأفاد مسؤول إسباني عن قسم الأجانب بسبتة ل«المساء»، بأن عناصر الشرطة الإسبانية فوجئت برد فعل ابن السفير الذي كان يصرخ ويؤكد أنه ابن السفير وأن اعتقاله سيفجر أزمة دبلوماسية، وأضاف المسؤول أن الأمن الإسباني قام بواجبه المهني، حيث تنص القوانين الدولية أن أي تغيير أو تصحيح في الوثائق الرسمية يجب أن يكون مصادقا عليه ومختوما من طرف سلطات الدولة المعنية، وهي الحالة التي لا تتوفر في جواز سفر ابن سفير المغرب. وقد أبقت السلطات الإسبانية سليم الجعيدي وصديقه إدريس رهن الاعتقال لمدة 72 سنة، قبل أن يمثلا أمام محكمة المدينة بتهمة حمل جواز سفر أمريكي مزور، ساعات بعدها تم إطلاق سراح الشابين بعدما توصلت السلطات القضائية الإسبانية بإرسالية من طرف سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤكد فيها قانونية جواز السفر. وكشف سليم الجعيدي في حوار أجرته معه يومية «إلفارو» الإسبانية أن أحد عناصر الأمن الإسباني أدخل أصبعه في مؤخرته للتأكد من عدم حمله للمخدرات، كما نفى إجراء أي اتصال من طرف الأمن الإسباني بالسفارة الأمريكية للتأكد من صحة جواز سفره، مؤكدا أن الشرطة منعته من إجراء أية مكالمة هاتفية. وحسب الحوار، فإن ابن السفير المغربي سيقدم دعوى قضائية ضد الأمن الإسباني، كما أنه يطالب بالتأكد من صحة أقواله عبر كاميرات المراقبة التي كانت تسجل المعاملة اللاإنسانية للأمن الإسباني لحظة اعتقاله في ميناء مدينة سبتة.