وضع سليم الجعيدي، ابن سفير المغرب المكلف بمهمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، رفقة محاميه شكاية رسمية لدى مقر القيادة العليا للشرطة الوطنية الإسبانية بسبتة، وذلك بعد توصله بوثيقة من طرف السفارة الأمريكية. وأفادت مصادر مقربة بأن ابن السفير المغربي، قرر رفع دعوى قضائية ضد رجال الأمن الإسبان الذين اعتقلوه بتهمة حيازة جواز سفر مزور، حيث بقي رهن الاعتقال لمدة 72 ساعة. وتضيف نفس المصادر أن شكاية سليم الجعيدي، والتي وضعها يوم الجمعة الماضية، تتضمن اتهامات لرجال الأمن الإسبان بسوء المعاملة، حيث سبق له أن كشف لصحفي إسباني «تعرضه لمعاملة غير إنسانية من طرف الشرطة الإسبانية من سب وقذف، منددا بقيام أحد عناصر الأمن الإسباني بدس أصبعه في مؤخرته للتأكد من عدم حمله للمخدرات»، كما نفى سليم الجعيدي إجراء أي اتصال من طرف الأمن الإسباني بالسفارة الأمريكية للتأكد من صحة جواز سفره، مؤكدا أن الشرطة منعته من إجراء أية مكالمة هاتفية. وتشير مصادرنا إلى أن ابن السفير المغربي بنيويورك يطالب في شكايته بالتأكد من صحة أقواله عبر كاميرات المراقبة التي كانت تسجل المعاملة اللاإنسانية للأمن الإسباني لحظة اعتقاله في ميناء مدينة سبتة. وتعود أطوار اعتقال سليم الجعيدي وأحد أفراد عائلته (إدريس.أ) إلى يوم الجمعة 11 يونيو الجاري، عندما كانا يحاولان العبور إلى منتجع «بويرتو بانوس» بمدينة ماربيا السياحية، حيث لاحظ أحد عناصر الشرطة الإسبانية وجود عملية تزوير طالت رقم تاريخ انتهاء مدة صلاحية جواز السفر، حيث تم تغيير رقم 4 المدرج في سنة 2004 إلى رقم 9، ليتغير بذلك تاريخ الصلاحية إلى سنة 2009. ووفقا لمصادر من الشرطة الإسبانية، فإن كشف تغيير تاريخ جواز ابن السفير المغربي تم بواسطة أجهزة التأكد والتحقيق من قانونية جواز السفر، مما نتج عنه اعتقال ابن السفير المغربي بصفته مهاجرا غير شرعي تنطبق عليه كل القوانين المعمول بها في هذا الإطار. وسبق أن أفاد مسؤول إسباني عن قسم الأجانب بسبتة «المساء» بأن عناصر الشرطة الإسبانية فوجئت برد فعل ابن السفير الذي كان، حسب قولها، يصرخ ويؤكد أنه ابن سفير وأن اعتقاله سيفجر أزمة دبلوماسية، مضيفا أن الأمن الإسباني قام بواجبه المهني، حيث تنص القوانين الدولية أن أي تغيير أو تصحيح في الوثائق الرسمية يجب أن يكون مصادقا عليه ومختوما من طرف سلطات الدولة المعنية، وهي الحالة التي تتنافى في جواز سفر ابن سفير المغربي. وقد أبقت السلطات الإسبانية سليم الجعيدي وصديقه إدريس رهن الاعتقال لمدة 72 سنة، قبل أن يمثلا أمام محكمة المدينة بتهمة حمل جواز سفر أمريكي مزور، ساعات بعدها تم إطلاق سراح الشابين بعدما توصلت السلطات القضائية الإسبانية بإرسالية من طرف سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤكد فيها قانونية جواز السفر، دون أن تمدهم بمزيد من التوضيحات حول أسباب التغيير الذي طال تاريخ مدة الصلاحية. يذكر أن العاهل الإسباني خوان كارلوس كان قد وشح صدر عبد السلام الجعيدي، بصفته سفيرا خاصا لمحمد السادس، بوسام الاستحقاق المدني وذلك في 11 يناير من سنة 2005، وفقا للجريدة الرسمية الإسبانية في عددها الصادر بتاريخ 15 يناير من نفس السنة.