يتساءل أبناء الجالية المغربية بإيطاليا وبعض الإعلاميين الإيطاليين عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الدبلوماسية المغربية لا تعين حتى الآن سفيرا جديدا للمغرب بروما كبديل عن نبيل بنعبد الله. هذا التساؤل سرعان ما تحول إلى استغراب حول كيفية تسيير شؤون السفارة المغربية بروما بدون سفير ولمدة تعدت الستة أشهر. فالأقاويل والتخمينات بدأت تحوم حول هذا الموضوع في غياب تام لأي تفسير من طرف وزارة الخارجية المغربية، إذ هناك من الجمعيات المغربية من اعتبرت عدم تعيين سفير مغربي جديد بروما دليلا ملموسا على عدم اهتمام السلطات المغربية بأبناء الجالية بإيطاليا، والبعض الآخر فسر الأمر بأن ثمة فتورا في العلاقات المغربية الإيطالية، فيما أكد مغاربة آخرون يهتمون بموضوع الوحدة الترابية للمغرب أن غياب السفير الجديد عن سفارة المملكة بروما سيساهم، بدون شك، في تقوية شوكة انفصاليي البوليساريو بإيطاليا. من جهتهم، يطرح مسؤولون سياسيون وصحفيون إيطاليون هم الآخرون تساؤلات حول الموضوع دون تمكنهم من معرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عدم تعيين سفير جديد للمغرب بروما: «هل المشكل يتعلق بمشاكل دبلوماسية بين المغرب وإيطاليا؟ وكيف تعمل سفارة بدون سفير؟ أم إن المشكل يكمن في إجراءات إدارية وبروتوكولات؟». قبل شهور، ذكر لنا مسؤول إيطالي مطلع أن عدم تعيين سفير جديد للمغرب بروما يتعلق فقط بإجراءات دبلوماسية وإدارية صارمة للخارجية الإيطالية التي عبرت هي الأخرى عن استغرابها سحب الرباط لسفيرها نبيل بنعبد الله بشكل غير مفهوم بعد أن كانت قد تسلمت في السنة الماضية طلبا من المغرب بتسريع وتيرة الإجراءات القانونية ليتم تعيينه في وقت قياسي كخلف لتاج الدين بادو قبل أن يصدر قرار عودته الغامضة إلى المغرب. مسؤول رفيع المستوى بالسفارة المغربية بروما كان قد أكد لنا، بعد شهر على سحب السفير بنعبد الله، أن السفارة تعمل بدون مركب نقص وتسير جميع شؤونها بشكل عادي، كاشفا في الوقت نفسه أن من سيخلف نبيل بنعبد الله هو حسن أبو أيوب، الدبلوماسي والسياسي المغربي الذي يعرف الكثير عن إيطاليا ثقافة ولغة وسياسة، لكن عدم تعيينه حتى الآن جعل الشكوك تحوم من جديد حول الموضوع .