لم يصل إلى مطار الحسن الأول بالعيون، يوم الجمعة المنصرم، سوى7 جثث فقط من أصل 26 جثة لمهاجرين سرّيين مغاربة غالبيتهم قاصرون، راحوا ضحية غرق ما بات يُعرف ب«قارب الحضانة» الذي انطلق من الشواطئ المغربية في اتجاه جزيرة «لانزاروتي» منتصف شهر فبراير المنصرم، ولم ينج منه سوى 6 أفراد لا يزال أحدهم تحت الحراسة النظرية بعد الإعلان عن إيقافه من قبل القاضي الاسباني المكلف بالتحقيق في هذه الفاجعة، في حين لايزال أحد المراكز يؤوي5 أطفال نجوا من الحادث. وفي الوقت الذي تداولت فيه المصادر الإعلامية خبر دفن 18 جثة بعدد من مقابر بلدية «تغيز» بجزيرة لانزاروتي، لا تزال عائلات بمدينة كلميم تناشد السلطات المغربية والإسبانية للعمل على تمكينها من جثامين أبنائها ليُدفنوا بجوارها في مقابر المسلمين، ولاتزال التساؤلات مستمرة حول مصير جثث أبناء العائلات الفقيرة, التي لا تملك الإمكانيات اللازمة للعمل على جلبها من تلك الجزيرة, فيما تجهل عائلات أخرى مصير أبنائها. وقالت والدة السيدة «امباركة-ف» التي قررت دون إشعار أهلها الانتقال إلى الضفة الأخرى، صحبة أبنائها الأربعة وابن أختها: «إني أتمنى أن يخبرني المسؤولون المغاربة عن أنباء اثنين من أحفادي كانا رفقة الضحية ولم تكن صورتهما ضمن الصور التي توجد لدى مصالح الدرك الملكي بكلميم»، وأضافت في حديثها ل«المساء»: «وأما الذين تأكد موتهم ورأينا صورهم وهي «امباركة الأم واثنان من أبنائها, فإني أناشد السلطات المغربية والإسبانية للعمل على تمكيننا من الجثامين ليدفنوا في بلادهم وبين ذويهم». وكانت عملية نقل الجثامين السبعة من العيون إلى مدينة كلميم، يوم الجمعة المنصرم لقيت اهتماما كبيرا من طرف الصحافة الاسبانية، فقد واكب حوالي 11 صحفيا يعملون لدى قنوات وإذاعات وجرائد إسبانية مختلف المراحل بدءا من وصولها لمدينة كلميم وانتهاء بحفر أحد القبور ودفن إحدى الجثث. وبتنسيق بين ولاية جهة كلميمالسمارة وبلدية كلميم وطانطان وبلدية آسا، تم تخصيص سيارات إسعاف من مدينتي كلميم وآسا الزاك وطانطان لنقل الجثامين السبعة التي وصلت صباح الجمعة المنصرم، ويتعلق الأمر بجثامين «عبد الصمد بوشلكة، والبشير الراجع، وابراهيم سركوح، إضافة إلى السيدة رياضة اعبيهداك، التي تم دفنها بمقبرة بلدية كلميم، و«بوجمعة أخالان والغالي الشين اللذين دفنا بإقليم آسا الزاك، والطفل «عبد الله بلعبيد» الذي تم دفنه بجماعة لقصابي بكلميم. وحول السبب وراء عدم تمكن أهالي باقي الجثث من جلبها إلى المغرب, قال ذ.عبد الله الحيرش، رئيس جمعية الجنوب للهجرة والتنمية، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إن ذلك يرجع لعدة أسباب أهمها أن هناك أقارب للضحايا بإسبانيا تعرفوا عليهم منذ الأيام الأولى مما سهل عليهم ظروف نقل الجثامين، ومنهم من لم يُعرف منذ البداية، كما أن القائمة الدقيقة لجميع المتوفين لم تحصر بعد. وأضاف الحيرش أن مثل هذه الحوادث بالأقاليم الجنوبية غير مسبوقة باستثناء حادث أطفال من بويزكارن السنة الماضية مما خلق ارتباكا, خاصة لدى السلطات, إضافة إلى المجتمع المدني. وكشف المتحدث الذي يهتم بقضايا الهجرة السرية عن تخوفه من بروز إشكالات وتعقيدات ذات علاقة بالقوانين الإسبانية فيما يخص إمكانية نقل جثامين بعد دفنها في الأرض الإسبانية، مبرزا أنه يجب أن تتكاثف الجهود بين السلطات المغربية والإسبانية لتدبير وصول جثامين باقي الضحايا، ومؤكدا على ضرورة التنسيق بين عائلات الضحايا وجمعيته لتيسيرعملها. من جانب آخر, قال الفاعل الجمعوي بمدينة كلميم، محمد الكوى، إن السلطات عملت, بتنسيق بين جمعيات في الداخل والخارج, مع عائلات الضحايا على تمكين الأسر من الجثث ودفنها بمناطقها، وطالب في تصريح ل«المساء» الدولة بالعمل بكل مسؤولية لتمكين العائلات من الحصول على الجثث المتبقية ودفنها بالقرب منها.