لاتزال عائلات بمدينة كلميم تنتظر عودة جثامين أبنائها الذين قضوا غرقا منتصف الشهر المنصرم بعد أن ابتلعت مياه جزر الكناري باسبانيا حوالي 26 مهاجرا غالبيتهم قاصرين، بعد أن اصطدم الزورق الذي كان يقلهم بصخرة لم يكن يفصلها عن شاطيء كوكوتيروس المطل على بلدة تيجيسي في لانزاروتي سوى 20 مترا. وإذا كان وصول 7 جثامين لسيدة و6 أطفال، ينحدر اثنان منهم من إقليم آسا الزاك والباقي من مدينة كلميم، قد خفّف من حدة ألم وحسرة أقارب الضحايا، فإن باقي الأسر ناشدت السلطات المغربية والإسبانية للعمل على جلب باقي الجثامين، والتي تناقلت وسائل الإعلام نبأ دفن 18 جثة منها بمقابر بلدية تغيز بجزيرة لانزاروتي. وفي حديث لـالتجديد ناشدت سيدة مُسنة من كلميم السلطات المغربية والاسبانية للعمل على تمكينها من دفن جثة ابنتها وأحفادها في بلدهم وبين ذويهم بعد أن راحوا ضحية غرق ما بات يسمى قارب الحضانة. هذا وعزا عبد الله الحيرش الفاعل الجمعوي المهتم بقضايا الهجرة، أسباب تأخر وصول باقي الجثامين، إلى عدم التعرف على هوياتهم، موضحا لـالتجديد أن ما سهّل نقل 7 جثامين إلى المغرب، تعرّف أقاربهم عليهم منذ الأيام الأولى، وأضاف أن لائحة باقي المتوفين لم تحصر بعد.وأكد المتحدث ذاته أن هذه الحادثة خلقت ارتباكا لدى السلطات المغربية والمجتمع المدني باعتبارها حادثة غير مسبوقة، باستثناء - حادث أطفال من بويزكارن السنة الماضية -، هذا وأعرب فاعلون جمعويون في المدينة لـالتجديد عن قلقلهم من ظاهرة هجرة القاصرين الذين، حتى إن تمكنوا من العبور إلى الضفة الأخرى، يجدون أنفسهم عرضة لشبكات الشذوذ واستغلال الأطفال جنسيا وكذا التنصير. من جانب آخر عرفت عملية نقل الجثامين السبعة من العيون إلى مدينة كلميم يوم الجمعة المنصرم اهتماما كبيرا من الصحافة الاسبانية، فقد واكب حوالي 11 صحفي يعملون لدى قنوات وإذاعات وجرائد اسبانية مختلف المراحل بدءا من وصولهم لمدينة كلميم وانتهاء بحفر أحد القبور ودفن إحدى الجثث. وكان قارب يقل على متنه 32 شخصا قد غرق يوم 15 فبراير الماضي على بعد بضعة أمتار من ساحل تيغيز شمال شرق لانزروت، بعد أن اصطدم بصخرة، حيث تم إنقاذ ستة أشخاص من قبل السكان، وتم انتشال 25 جثة فيما لم يتم العثور على جثة أخيرة.هذا ودفنت جثامين 18 ضحية لم يتم التعرف على هويتها، الجمعة الماضي، في مقبرة بلانزروت، فيما تعرفت السلطات في جزر الكناري على المهرب الرئيسي للمهاجرين والذي كان ضمن الناجين. وكان والد أحد الأطفال الذين لقوا حتفهم في هذا الحادث، بعث شكاية إلى الدرك الملكي المغربي يتهم فيها ما لايقل عن ستة من أعضاء المافيا التي تنشط في مجال الهجرة السرية، باستقطاب الأطفال من أجل تهجيرهم إلى جزر الكناري.