كشف مصدر موثوق أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة أمر الضابطة القضائية التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالمدينة نفسها بمباشرة تحقيقاتها في حادث الاعتداء الذي تعرض له شابان يقطنان بشاطئ المهدية، من طرف امرأة تدعى «نادية أحرضان»، التي داستهما بسيارتها، في السابع من شهر فبراير الجاري، ولاذت بالفرار، مستغلة «تلكؤ» عناصر من درك مركز «المهدية الشاطئ» في القبض عليها. وجرت وقائع هذه القضية، وفق شكاية الضحيتين رضوان المعموري وخالد بيوض، توصلت «المساء» بنسخة منها، في حدود الساعة الثالثة والنصف من صباح السابع من هذا الشهر، حينما غادرت «نادية أحرضان» المركب السياحي الموجود بالشاطئ، وهي في حالة سكر جد متقدمة، وجدت معها صعوبة بالغة في الوقوف والمشي على الأقدام بشكل طبيعي، ومع ذلك، يقول الضحيتان، فإن المشتكى بها ركبت على متن سيارتها السوداء ذات الدفع الرباعي، من نوع شيري 4x4، وقادتها بسرعة جنونية في اتجاههما فوق الرصيف، بالقرب من مقهى مقابل للمركب المذكور، متعمدة صدمهما لأسباب وصفاها ب«المجهولة»، مما أدى إلى إصابتهما إصابات بليغة، نقلا على إثرها إلى مستشفى الإدريسي. وقال الضحيتان إن «نادية أحرضان» وجهت إليهما سيلا من السب والشتم، رغم أنهما كانا طريحي الأرض، ويئنان تحت وطأة الألم، أمام مرأى العديد من المواطنين، وراحت تدعي أن لها من الجاه والعلاقات ما يجعلها بعيدة عن كل متابعة، ثم غادرت مكان الحادث أمام اندهاش الجميع، بل الأكثر من ذلك، يضيف المشتكيان، فقد قضت «أحرضان» الليلة نفسها بالفيلا التي تكتريها، بمساعدة شخص معروف لدى الخاص والعام بشاطئ المهدية، دون أن يتم التحقيق معها من طرف أي جهة، إلى حد الآن، رغم جسامة الفعل الجرمي وخطورته، على حد تعبيرهما. ولاحظ المشتكيان أن التحقيق التمهيدي الأولي المنجز من طرف درك مهدية حاول اعتبار ما وقع مجرد «حادثة سير مع الفرار فقط ليس إلا»، وأن المشتكى بها، غير متابعة حاليا، بدعوى أنها مجهولة، ولا وجود لمعلومات حولها، في حين أن الكل يعرف بأن لها مكانا قارا، سواء بمهدية الشاطئ أو بالرباط، مما دفعهما إلى مراسلة الوكيل العام للملك، لدى محمكة الاستئناف بالقنيطرة، قصد إعطاء تعليماته للمركز القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالمدينة، لإلقاء القبض على المشتكى بها، ومتابعتها من أجل محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار واستعمال ناقلة برية ذات محرك، وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر، وعدم التبليغ عن جناية. وكشف الضحية رضوان المعموري، 29 سنة، الذي مازال يرقد بجناح الدكتور التاغي، بالمركب الاستشفائي الإدريسي، بعد أن هشمت ضلوعه الجانبية، في تصريح ل»المساء»، أنه ظل معلقا تحت سيارة المشتكى بها، لما يزيد عن مسافة 300 متر، قبل أن تتوقف عن السير، وهو ما تسبب له في رضوض وكسور خطيرة، أدخل معها إلى قسم الإنعاش، وسلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز لديه في 90 يوما، في حين سلمت لصديقه خالد شهادة مماثلة، تجبره على الخلود للراحة لمدة 35 يوما، تتوفر «المساء» على نسخة منهما، مشيرا إلى أنه يجد صعوبة كبيرة في النوم، كما أنه يعاني كثيرا من ضيق في التنفس، ولا يقوى على الحركة، إلا بمساعدة الآخرين. وأعرب المعموري، الذي يعمل حارسا لفيلا كولونيل، عن استغرابه الشديد، بكون المعتدية لا زالت في حالة فرار، رغم إفادات الشهود وتصريحاتهم، التي تفيد جميعها تورطها في الحادث، وتكشف عن مقر سكناها المعروف لدى قاطني شاطئ المهدية، وأنها كثيرة التردد على مركبه السياحي إلى ساعات متأخرة من الليل، إضافة إلى أنها سبق أن حررت بمركزه الأمني شكاية تخص ضياع إحدى وثائقها. وعلمت «المساء»، أن الكولونيل النماوي، القائد الجهوي لدرك القنيطرة، انتقل شخصيا إلى مركز المهدية، التابع لدائرة نفوذه، واستمع لأحد الضحيتين، واطلع على الوثائق الخاصة بالملف، للوقوف على مدى احترام المركز الأمني للإجراءات والمساطر المعمول بها قانونا في هذه النازلة، خاصة في ظل الحديث عن إجراءات تأديبية اتخذت في حق دركيين يعملان بنفس الجهاز، وأن الأوامر أعطيت من أجل فتح تحقيق جديد في هذه القضية. وحاولت «المساء» الاتصال بالمسماة نادية أحرضان، لكنها عجزت عن الوصول إليها، سيما أن مركز الدرك الملكي، وفق ما أفاد به مصدر موثوق، يجهل أي معلومات عنها. ورغم أن العديد من سكان المهدية، يقرون بأنها ابنة أخ المحجوبي أحرضان، رئيس حزب الحركة الشعبية، فإنه لم يتسن لنا التأكد من مدى صحة هذا الخبر من عدمه.