خلصت دراسة أنجزها مركز الدراسات الاجتماعية والاقتصادية إلى أن الطبقة المتوسطة في المغرب يتحدد دخلها بين 11 و25 ألف درهم شهريا. وميزت الدراسة، التي ستعرض في ندوة صحافية غدا الثلاثاء بالرباط، بين 4 فئات داخل الطبقة نفسها تبعاً لما تخصصه للنفقات الأساسية المتمثلة في السكن والنقل والتغذية والملابس وفواتير الماء والكهرباء والهاتف والصحة والتعليم والترفيه والادخار. وقد انطلقت الدراسة في تحديدها للطبقة الوسطى مما أعدته وزارة الإسكان قبل سنوات قليلة من سكن مخصص لهذه الطبقة، ويتراوح سعره بين 500 ألف و700 ألف درهم، مع سقف لحجم الاقتطاع الشهري من قبل الأبناك لا يتعدى 45 % (بين 4000 و6000 درهم)، وهو ما يعني أن دخل هذه الطبقة يتراوح بين 8880 و11110 دراهم، وقد اتخذت الدراسة هذا الحد الأقصى كنقطة انطلاقة. وتنفق الطبقة الوسطى، حسب الدراسة نفسها، ما بين 30 و33 % من دخلها على السكن (بين 4000 و11250 درهما)، وبين 12 و13 % على النقل، وبين 14 و35 % على التغذية، وبين 5 و8 % على اللباس وفواتير الماء والكهرباء والهاتف، وبين 9 و10 % على الصحة، وبين 0 و13 % على كل من الترفيه والادخار. ومقارنة بما أنجزت المندوبية السامية للتخطيط من بحث وطني حول نفقات الأسر المغربية، فإن متوسط هذه النفقات يقل بكثير عن الحد الأدنى لدخل الطبقة الوسطى، بحيث يقدر متوسط نفقات الأسر المغربية ب 3550 درهماً. ونبه معدو الدراسة إلى ضرورة انتظار نتائج بحث تقوم به المندوبية نفسها حول الطبقات الاجتماعية لمزيد من التدقيق بين طبيعة نفقات الأسر والدخل الحقيقي لها، كما استندت الدراسة على الأرقام الرسمية حول أجور الموظفين وأطر الدولة. الدراسة انطلقت في ماي 2008، وأنجزت على مدى 6 أشهر بهدف رئيسي، هو تحديد ماهية وقيم إشكالية الطبقة الوسطى، ثم أنجزت دراسة أولية حول الفرضيات وقيم هذه الدراسة، وتبين للباحثين الاجتماعيين المشاركين في الإنجاز أن الأمر يتعلق بطبقات وليس بطبقة واحدة منسجمة وحاملة لمشروع اجتماعي وثقافة موحدة. وفي تحليل نشرته مجلة «إيكونوميا» في عدد فبراير الجاري، التي أوردت نتائج الدراسة، تم التوصل إلى خلاصة مفادها أن الانتماء للطبقة الوسطى يكون في الغالب نتيجة للروابط العائلية للفرد، وليس ناجماً عن مسار للترقي الاجتماعي المرتبط بالدراسة والمهنة، يؤدي إلى انتقال الأفراد من طبقة إلى أخرى، مستدلا على ذلك بالعائلات الفاسية التي يتعاقب أفرادها على المناصب العليا في إدارات الدولة والاقتصاد... وقد ميز أصحاب الدراسة بين 4 طبقات في المجتمع المغربي: الفقراء (7 %) ويقطنون في البوادي وحتى في بعض مناطق المدن، وفئة ثانية تعيش وضعية هشاشة (قاب قوسين من الفقر) وتشمل 30 % من سكان المغرب وذوي الدخل القار من المستخدمين والموظفين، وفئة الأطر العليا ومسؤولي الشركات والإدارات العمومية.