منذ تعيين سعيد عويطة مديرا تقنيا للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى مع بداية شهر شتنبر الماضي و العديد من الصعوبات تعيق مسار الإدارة التقنية الجديدة، التي حاولت أن تتقدم بمشروع نظري طموح يتأسس حول مشروع بطل أولمبي على الطريقة الجمايكية، قبل أن يتعثر المسير من خلال تصدعات في البيت الداخلي، في حوار خاص مع «المساء» يجيب عويطة عن أسئلة الشارع الرياضي ويلقي باللائمة على من وصفهم بالمشوشين، مؤكدا أن الخلافات قد تم تذويبها. - كيف يقيم سعيد عويطة عمل الإدارة التقنية الوطنية في الأشهر الماضية؟ < بعد تقييم أولي حاولنا إدخال مجموعة من العدائين سواء أكانوا مواهب جديدة أو عدائين معروفين حيث أدخلنا 125 عداء في المرحلة الأولى، وعملنا من بعد عدة حصص تدريبية على تقليص العدد إلى 80 والسبب يعود إلى أن 40 عداء وعداءة هم صغار السن ولم يستطيعوا متابعة نظام التداريب القوي، فقمنا بإرسالهم إلى الأندية والعصب التي تعمل تحت إشراف الجامعة والادارة التقنية الوطنية رفقة مدربين كانوا في السابق مشرفين على أبطال في المنتخب الوطني. - أين وصل مشروع بطل أولمبي الذي رافقته ضجة كبرى عند الإعلان عنه و هل يواجه معيقات التطبيق؟ < مشروع بطل أولمبي مشروع قوي جدا وبطبيعة الحال أن كثير من الناس حاولوا معرفة ماهية هذا المشروع وقد وصفه كل واحد على طريقته، فهناك من قال بأنه مشروع غير واضح و ناك من قال بأنه لا يؤمن بالمشروع وهناك من قال فكرة جيدة و أشياء أخرى. مشروع بطل أولمبي مهمته إعداد الخلف و ضمان بعض الميداليات في المستقبل لكن مع احترامي الشديد لكثير من التقنيين خارج الجامعة، أو بعض الصحفيين الذين ليس لهم علم بما يجري داخل عالم هذه الرياضة. لذا فإننا سنبدأ قريبا في تفعيل هذا المشروع و قد عقدنا جلسة موسعة مع عدة مدربين و مسؤولين رياضيين لنبدأ في العملية الأولى وهي اكتشاف المواهب، التي ليست لها علاقة بألعاب القوى، أي الذين يمارسون رياضات أخرى أو لا يمارسون أية رياضة من خلال انتقال الادارة التقنية الوطنية بعيدا من المدن الكبيرة باتصال وتعاون مع مدربين و أطر تابعين لوزارة الشباب و الرياضة ومن هناك سنأتي بالمواهب إلى هنا وسيعمل معها طاقم علمي، كما ذكرت في السابق حيث سيلتحقون بالمختبر العلمي لكي يتم اختبار أشياء أخرى من الصعب أن نحكم عليها بالعين المجردة التي أصبحت غير كافية لاكتشاف المواهب، وقد أعطانا الرئيس عبد السلام أحيزون دعما قويا لانطلاق المشروع في الوقت المناسب و سهل علينا العمل في أقرب وقت ممكن. - بماذا يفسر عويطة كثرة مشاكله مع عدائي النخبة و التي قد تكون وصلت عدائي الماراطون؟ < بالنسبة لعدائي الماراطون ليس لي أي مشكل معهم لأن لديهم الحرية في التدريب خارج المعهد، بحكم أنهم يحتاجون للتدريب في المرتفعات أكثر من سطح البحر ولديهم تقريبا برامج خاصة ومختلفة عن كل ما هو مضمار أو عدو ريفي أو مسابقات تقني، جواد غريب صديق لي وكذلك الشأن بالنسبة لباقي عدائي الماراطون. فالجميع يعلم بالمكانة الكبيرة التي تحتلها حسنا بنحسي عندي وكيف كنت ولا أزال أتحدث عنها في قناة الجزيرة الرياضية وكذلك الشأن بالنسبة للأبطال الآخرين وكل ما هنالك هو سوء تفاهم بعد أن اعترضت عليها في دخول قاعة تقوية العضلات التي كان يتدرب فيها مجموعة كبيرة من عدائي الرمي و القفز وقد أتت حسنا مع مجموعة كبيرة جدا ونحن نعلم صغر حجم القاعة فطلبنا منها أن تأتي في الصباح فتوترت الأوضاع بطريقة غير مرغوب فيها. فمرحبا بها رفقة أصدقائها لكي تتدرب في أي وقت في قاعة تقوية العضلات، لأن علينا أن نلم الشمل و أن نبتعد عن كل ما من شأنه أن يعيق تحقيق أهدافنا وعلينا أن نستشرف المستقبل بأمل وبالخصوص بعد تشييد صاحب الجلالة لأكبر مركز تكويني بإيفران وإنشاء 21 حلبة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى مضامير خاصة بألعاب القوى وهو عمل جاد ينبغي التركيز عليه أكثر من المشاكل الصغير. - تعيين مصطفى عوشار داخل الإدارة التقنية الوطنية فسر على انه تقليص من اختصاصاتك؟ < ليقولوا ما يريدون فمساء اليوم (الاثنين) كان هناك اجتماع ضم الرئيس وعبد ربه و مصطفى عوشار وعدة إخوان آخرين وتكلمنا حول هذه النقطة، عوشار هو ابن عائلة ألعاب القوى وأيضا صديق حميم لعويطة منذ عام 1978 وهو ما لا يعرفه الكثيرون وأنا أول من رحب بفكرة قدوم عوشار لأنه إنسان رائع جدا كرجل إداري وتقني يقوم بعمله بمهنية ويهتم أكثر بالجانب التنظيمي وخاصة كل ما يرتبط بملتقى محمد السادس الدولي بالرباط والذي عرف نجاحا كبيرا العام الماض، تعيين عوشار لا ينقص من عملي وحتى إن تمت قراءته بهذا الشكل فمرحبا به وأنا أحتاج من يقلص عملي. نفس الشيء ينطبق على صمصم عقا الذي يشرفني تعيينه في مركز تكوين المكونين والمدربين وهو عمل يخدم استراتيجية الاداراة التقنية الوطنية. - هل ندم عويطة على عودته للمغرب؟ < والله لست نادما على عودتي للمغرب بلدي الذي احتاج إلي وأنا في خدمة بلدي، أعرف بأن هناك مشاكل في العاب القوى و هناك أناس يريدون أن يعملوا بطريقتهم الخاصة فلا أنا أو عقا أو داودة أو عاشور من قبلي «حتى واحد ما لقاها كيف بغاه» ومن المستحيل أن ترضي الجميع لكن ما استغربت له حقا هو تحول بعض الصحفيين إلى مدراء تقنيين أو مدربين أو مسؤولين أكثر من أنهم صحفيين، حيث أصبحوا يتدخلون في شؤون المنتخبات هو ما لم أشاهده في صحف أوروبا أو أمريكا أو آسيا أوأستراليا أو إفريقيا.