لن يكون بمقدور المغاربة مشاهدة منتخبهم، وهو يتبارى في نهائيات كأس العالم 2014، فقد أقصي المنتخب الوطني لكرة القدم رسميا من التصفيات، عقب فوز الكوت ديفوار على تنزانيا بأربعة أهداف لاثنين أول أمس الأحد، بدار السلام، لينقطع بذلك خيط الوهم الذي ظل يتشبث به البعض، ولتنتهي «معمعة» الحسابات. ولأن المناسبة شرط، كما يقول الفقهاء، ولأن المنتخب الوطني وصل إلى الحضيض مع جامعة علي الفاسي الفهري لكرة القدم، فإن المسؤولية يتحملها بالتأكيد رئيس الجامعة، الذي مازال لم يستوعب الدروس بعد، ومازال لم يدرك أن المنتخب الوطني دخل معه نفقا مظلما لن يكون الخروج منه سهلا، وأن العيب ليس في اللاعبين أو في المدربين، ولكنه في رئيس الجامعة وفي أعضاء مكتبه الجامعي الذين لم يصونوا الأمانة، وكشفوا عن فشلهم في تدبير شؤون كرة القدم المغربية. في 16 أبريل من سنة 2009 جاء الفهري إلى رئاسة الجامعة، بلا انتخابات ولا ترشيحات ولا هم يحزنون، لقد جاء يحمل رسالة تعيينه في جيبه، ودخل الرجل الجامعة وكأنه فاتح عظيم، سيقلب وجه الكرة المغربية، ومعها المنتخب الوطني، وسيضعنا على سكة الانتصارات والألقاب، لكن ما سيفعله الفهري وفريق عمله بالمنتخب الوطني على وجه الخصوص، قلب فعلا وجه المنتخب، وحوله من منتخب له هيبته وينافس بضراوة حتى آخر لحظة، إلى منتخب بلا هوية وبلا طعم، يقصى من جميع المنافسات وبشكل مبكر، دون أن ينال حتى شرف المحاولة. مع الفهري، حطم المنتخب الوطني جميع الأرقام، فقد تذيل ترتيب مجموعته في تصفيات كأس العالم 2010، ولم يتأهل لكأس إفريقيا في السنة نفسها، علما أن ثلاثة منتخبات تتأهل عن كل مجموعة. مع الفهري سجل المنتخب الوطني أسوأ مشاركة له في نهائيات كأس إفريقيا في تاريخه، عندما أقصي بعد مباراتين فقط في دورة الغابون وغينيا الاستوائية 2012، إثر خسارتين متتاليتين أمام تونس (1-2) والغابون(2-3). مع الفهري تعاقدت الجامعة مع أغلى مدرب في تاريخ المنتخب الوطني والكرة الإفريقية، براتب شهري يفوق الربع مليار، ومع ذلك جاءت نتائج الرجل كارثية، ودون مستوى التوقعات، بل وعاش المنتخب الوطني تصدعا غير مسبوق. مع الفهري أصبحت منتخبات ضعيفة تفوز على المنتخب الوطني، كالموزمبيق وتنزانيا وأوغندا والقائمة طويلة.... مع الفهري أصبح بمقدور أي لاعب أن يحمل قميص المنتخب، وأصبح بمقدور أي كان أن يصبح مدربا، ولذلك، لم يكن مفاجئا أن يسقط المنتخب بشكل مدوي، وأن نكتفي بمتابعة المونديال في 2014 عبر شاشة التلفاز. هل بعد كل هذه النتائج السلبية، مازال الفهري يحتاج إلى دليل على أنه فشل في مهامه؟ هل بعد كل هذه النتائج مازال المتحكمون في دواليب الأمور يعتقدون أن الرجل بمقدوره أن يقود الكرة المغربية في الأربع سنوات المقبلة؟ مثل هذه النتائج لو حدثت في بلد آخر، لكان أقل ما يمكن أن يقوم به رئيس الجامعة هو أن يستقيل، أما لدينا نحن فلا مشكل في أن يستمر صانعو الفشل، وأن يصنعوا فشلا أخر، ثم يغادروا بعد أن تفيض الكأس دون محاسبة.