مرة أخرى خرج المنتخب الوطني لكرة القدم خاوي الوفاض من تصفيات كأس العالم ولن يشارك في المونديال للمرة الرابعة على التوالي، وسيكتفي المغاربة كما حدث في الدورات الثلاث الماضية بكوريا الجنوبية واليابان (2002) وألمانيا(2006) وجنوب إفريقيا (2010)، بمتابعة المونديال من على شاشة التلفزة، دون أن يكتب لهم أن يشجعوا منتخبهم، أو أن يعيشوا معه نبض المشاركة، لقد صارت البرازيل بعيدة جدا. من المسؤول عن هذا الخروج الكارثي للمنتخب الوطني؟ وهل من المقبول أن يكتفي المغرب بلعب دور الكومبارس في تصفيات المونديال، وأن تسقط أنياب أسوده المرة تلو الأخرى؟ الهزيمة أمام تنزانيا، بدت لكثيرين مفاجئة، خصوصا أن المنافس ليس من عيار ثقيل، فالأمر يتعلق بمنتخب متوسط، لكن الحصة التي خسر بها المنتخب كانت مزلزلة. وإذا كان رشيد الطوسي، مدرب المنتخب الوطني مسؤولا عن مجريات المباراة وعن نتيجتها، بما أنه هو الذي اختار لائحة اللاعبين وهو الذي برمج تجمعا تدريبيا بدبي الإماراتية، وهو الذي ظل يقول إنه وجد نواة المنتخب إلا أن الطوسي ليس إلا الحلقة الصغيرة في دائرة المسؤولين، خصوصا أن الرجل أظهر في الكثير من المرات أن الأحداث تجاوزته، وأن هناك من «ينفخ» في أذنيه ليقدم على اختيارات بلا مبنى ولا معنى، بل وأن هناك من جاء به ليمسح فيه جميع أخطاء الجامعة، دون أن يدرك الرجل الذي قبل أن يقود المنتخب الوطني وفق عقد يمتد لسنة واحدة، أنه يلعب ب»النار» وأنه «يحرق» اسمه في بورصة المدربين. إن المسؤول الحقيقي عن هذه «الفضيحة» الكروية الجديدة، هي جامعة علي الفاسي الفهري، فمنذ أن تولت زمام تسيير كرة القدم المغربية، والمنتخب الوطني يحصد الخيبة تلو الأخرى، لقد تابعنا كيف أقالت هذه الجامعة الموقرة الفرنسي روجي لومير، وعوضته بتركيبة رباعية قادها حسن مومن وضمت إلى جانبه جمال السلامي والحسين عموتة وعبد الغني بناصري، قبل أن يخرج المنتخب خاوي الوفاض من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2011، ثم يدخل في عطالة امتدت لحوالي العام، في انتظار التعاقد مع البلجيكي إيريك غيريتس، الذي كان علينا أن ننتظره لتسعة أشهر، قبل أن يبدأ عمله في نونبر 2011، ثم يقود المنتخب الوطني لتأهل خادع لكأس إفريقيا 2012، ويقصى من الدور الأول، ثم يخسر أربع نقاط في تصفيات مونديال 2014، وينهزم أمام الموزمبيق في تصفيات «كان» 2013 في مباراة الذهاب، ثم بعد أن وقعت الفأس في الرأس جاءت الجامعة برشيد الطوسي بديلا، وكان مبررها أن الطوسي لم يفرض أية شروط. في أربع سنوات كاملة، فشلت جامعة الفهري على كافة المستويات، وللأسف الشديد فإن المسؤول عنها، يبدو كما لو أنه يوجد في «عالم» آخر، وكما لو أن كل هذه الخيبات والإخفاقات لا تحرك فيه ساكنا، فألم يحن الوقت بعد لتحزم هذه الجامعة حقائبها وتغادر وتريحنا من كل هذا الصداع.