بعد أسبوع ماراطوني، ومسلسل من الشد والجذب، وفيلم «هيتشكوكي»، قاسمه المشترك التلاعب وحرق أعصاب ملايين المغاربة الذين كانوا ينتظرون معرفة هوية المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني، أخيرا، أعلنت جامعة الكرة قرارها النهائي، عقب اجتماع لمكتبها الجامعي، عقد أول أمس السبت، بمقرها بالرباط، وأعلنت إسناد المهمة لمدرب الجيش الملكي، رشيد الطوسي. خلفت الطريقة التي تم بها الإعلان عن تعيين الطوسي مدربا صدمة كبيرة وسط الشارع الرياضي المغربي، الذي كانت فئات واسعة منه تنتظر تعيين بادو الزاكي لشغل هذه المهمة، ليس لأن الطوسي لا يتوفر على الكفاءة التي تخول له قيادة المنتخب، ولكن لأن الزاكي طبع اسمه في وجدان المغاربة، ومازال صدى قيادته للمنتخب الوطني لنهائي كأس إفريقيا بتونس 2004 يتردد لديهم، ويحلمون لو أعاد التاريخ نفسه، خصوصا والمنتخب الوطني قد دخل في «غيبوبة» منذ أن غادره الزاكي قبل سبع سنوات، ولم يحقق مع المدربين الأجانب والمحليين الذين تعاقبوا على تدريبه ولو ربع إنجاز. لكن الجامعة وعن سبق إصرار وترصد، قررت أن تكتب فصول مسرحية محبوكة الفصول، تلاعبت فيها بالمغاربة، وأكدت أنها لا تعير اهتماما للرأي العام ولا لأي طرف، بل إنها قدمت هدية «مسمومة» للمدرب الجديد رشيد الطوسي، ووضعته في موقف حرج. مادامت الجامعة مقتنعة منذ البداية بأن رشيد الطوسي هو المدرب الذي يصلح لها في المرحلة الحالية، وبأن ليس لديه أي شروط لقيادة المنتخب الوطني، فلماذا أصرت على أن تبيع الوهم للمغاربة، وأن تسبب لهم الإحباط، وتزرع فيهم اليأس. كان على الجامعة أن تجنبنا كل هذا العناء، وأن تعين الطوسي مباشرة بعد إقالتها للبلجيكي إيريك غيريتس، دون «وجع رأس» ودون كل هذه التفاصيل المملة، من توجيه دعوات للمدربين الأربعة المرشحين، والاستماع إليهم وإهانتهم في ما يشبه جلسات الاستنطاق، ثم تأجيل الإعلان عن موعد تعيين المدرب. لو اختصرت الجامعة كل هذا الأمر لكانت ضمنت للطوسي التفافا شعبيا ومساندة له وجعلته يعمل في جو سليم، أما وقد اختارت هذه الطريقة «الخبيثة»، فإن الطوسي سيجد نفسه أمام مهمة صعبة لقيادة المنتخب الوطني، أحد أهم نقاط ضعافها هي جامعة كرة القدم، وأعضائها الفاعلون منهم، و«الكومبارس». لقد أخطأت جامعة الفهري العنوان مرة أخرى، والخوف أن يكون الثمن هذه المرة أغلى من فاتورة إقالة غيريتس. لله في خلقه شؤون