لم يكن إسناد مهمة تدريب المنتخب الوطني للفرنسي روجي لومير مفاجئا بالنسبة للمتتبعين لمخاض تعيين المدرب الوطني، فقد تأكد مباشرة بعد تأجيل اجتماع المكتب الجامعي ل18 مارس، أن الجنرال بنسليمان يرغب في التعاقد مع مدرب أجنبي وروجي لومير تحديدا. عندما أقصي المنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا بغانا في الدور الأول بعد فوز على ناميبيا وخسارتين أمام غينيا وغانا، لم تكن الجامعة تخطط للانفصال عن الفرنسي هنري ميشيل، إذ ظلت مصرة على أن يستمر في مهامه ويقود المنتخب في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، غير أن انتقاد ميشيل للسياسة الكروية بالمغرب كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس وعجلت بالانفصال عنه، فقد اعتبرت جامعة الكرة أن الرجل تجاوز الحدود وهو يوجه انتقاداته اللاذعة، لذلك تعالت الأصوات المطالبة بإقالته. كان الاجتماع الذي عقدته ودادية المدربين الشرارة الأولى لإعلان الحرب على ميشيل، قبل أن يدخل المدير التقني الوطني جمال فتحي هو الآخر على الخط وهو ينتقد المدرب الفرنسي. فهم كثيرون وقتها أن ساعة ميشيل قد أزفت وأن موعد رحيله قد اقترب، لذلك سيجتمع المكتب الجامعي ويتخذ قرارا بإقالته، قال أوزال نائب رئيس الجامعة بعد الاجتماع « لم نكن نريد إقالة ميشيل من مهامه لكن خروجه عن النص وانتقاده للسياسة الرياضية دفعنا للانفصال عنه، فهذا الأمر ليس من اختصاصه». لم تكن إقالة ميشيل إلا الحلقة الأولى في مسلسل اختيار المدرب الوطني، إذ ستتعالى الأصوات المطالبة بضرورة إسناد المهمة لمدرب وطني، وهو الطرح الذي دافعت عنه ودادية المدربين المغاربة، معتبرة أن المدربين المغاربة لا تنقصهم الكفاءة لتولي المهمة. كان ضغط الشارع كبيرا، سيما أن الآمال التي وضعت على هنري ميشيل كانت كبيرة، لذلك لم تجد الجامعة أمامها من بد غير الانخراط في مسلسل اختيار مدرب للمنتخب، سيما بعد أن وصلت إقصاء المنتخب الوطني إلى قبة البرلمان. وضعت الجامعة لائحة بأسماء ستة مدربين لاختيار مدرب المنتخب ضمت الزاكي وجمال فتحي ومصطفى مديح وعزيز العامري ورشيد الطوسي وامحمد فاخر. أثارت اللائحة الكثير من علامات الاستفهام، لأنها أقصت عددا من المدربين، ولأنها ضمت أسماء مدربين لم يبدوا رغبتهم في الترشح لقيادة المنتخب، لذلك طرح تواجد اسم امحمد فاخر أكثر من سؤال، فالرجل أقالته الجامعة رغم أنه أهل المنتخب الوطني إلى نهائيات غانا، واليوم تعود لترشيحه. ظل الشارع الرياضي يتداول أسماء المدربين المرشحين، في وقت كان فيه اسم الزاكي الأكثر تداولا. قررت الجامعة إسناد مهمة تدريب المنتخب لبادو الزاكي، وربطت به الاتصال لإعداد لائحة اللاعبين الذين سيشاركون في مباراة بلجيكا الودية. غير أن الأمور سرعان ماستنقلب رأسا على عقب، ففي الوقت الذي كان منتظرا أن يتم تعيين الزاكي في اجتماع المكتب الجامعي ل18 مارس المنصرم، فإن الجنرال حسني بنسليمان رئيس الجامعة سرعان ما أبدى غضبه بعد أن تناولت وسائل الإعلام خبر تعيين الزاكي قبل اجتماع الجامعة، لذلك سيقرر تأجيله، متسائلا عن الجدوى من عقده إذا كانت الصحافة قد سبقت الجامعة في إعلان اسم المدرب، علما أن عددا من الأعضاء في الجامعة لم يكونوا متحمسين للتعاقد مع الزاكي، وكانوا ينتظرون أول فرصة لجعله خارج السباق. عاد ملف اختيار المدرب الوطني إلى نقطة الصفر من جديد، ولم تتردد الجامعة في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفرنسي روجي لومير مدرب المنتخب التونسي، بل إن امحمد أوزال نائب رئيس الجامعة اعترف بوجود تحول في اختيار مدرب للمنتخب، مؤكدا أن المدرب الأجنبي ولومير بالتحديد هو الأفضل لقيادة المنتخب، وأنه ليس عيبا أن تراجع الجامعة قناعاتها. لذلك كثفت الجامعة من اتصالاتها به، في وقت ظلت الدائرة الضيقة التي تصنع القرار، تقسم بأغلظ الإيمان أن الزاكي لن يكون مدربا للمنتخب.