لم يحقق المنتخب الوطني لكرة القدم «المعجزة» وواصل مسلسل نتائجه المخيبة، بتعادله أول أمس السبت، في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل أمام منتخب الكوت ديفوار، بهدفين لمثلهما. جاء التعادل مخيبا للآمال، وبطعم الخيبة والهزيمة، لكنه جاء ليؤكد أن المنتخب الوطني يسير نحو الهاوية، وأن المدرب «العالمي» إيريك غيريتس كما تحب جامعة كرة القدم أن تطلق عليه هو أسوأ مدرب في تاريخ المنتخب الوطني الأول. إن النتيجة المخيبة التي حققها المنتخب الوطني أمام الكوت ديفوار لم تكن مفاجئة، وهي حلقة جديدة في مسلسل خيبة المنتخب الوطني، بدأت منذ مدة ولا يبدو أن حلقاتها ستنتهي إذا لم يتم وقف النزيف. هناك اليوم، من يحاول أن يلصق فشل المنتخب الوطني على المدرب البلجيكي إيريك غيريتس لوحده، لكن غيريتس ليس إلا جزءا من الفشل، أما المسؤول الأول فهي جامعة على الفاسي الفهري لكرة القدم، التي ظلت منذ مجيئها تبيع الوهم للمغاربة.. ترسم لهم الأحلام التي سرعان ما تحولت إلى كوابيس تقض مضجع الجمهور المغربي، الذي توالت عليه الخيبات من كل جانب. جاء الفهري إلى الجامعة في 16 أبريل من سنة 2009، بهدف قيادة المنتخب الوطني إلى المونديال، لكن المنتخب خرج من تصفيات كأس العالم 2010 وغاب حتى عن كأس إفريقيا بأنغولا. انتظر الفهري قدوم غيريتس لحوالي السنة غاب فيها المنتخب الوطني عن المنافسة، ولما وصل غيريتس إلى المغرب، قال إنه لا يرغب فقط في قيادة المنتخب الوطني إلى كأس العالم، وإنما إلى بلوغ الدور نصف النهائي. اليوم، اتضحت الصورة بجلاء، فالمنتخب الوطني على حافة الانهيار، ليس لأنه لا يتوفر على لاعبين في المستوى، ولكن لأن جامعة علي الفاسي الفهري تقوم بتدبير شؤونه وشؤون الكرة المغربية بطريقة هاوية، ولأن الممسكين بزمام الأمور ليست لهم أية علاقة بكرة القدم وبواقعها، وبما يستلزمه تدبير منتخب وطني. إن أحد أبرز أسباب إخفاق المنتخب الوطني هي في وجود جامعة، رئيسها معين لا يعتبر نفسها ملزما بتقديم الحساب المالي والأدبي ولا عقد الجموع العامة مثلما ينص على ذلك القانون، ولا يعير اهتماما لرأي عام يحمل بين ضلوعه حب منتخب بلاده. يمكننا أن نعد ونحصي الكثير من أخطاء المدرب غيريتس، لكن العيب ليس في هذا المدرب الذي جاء ليجمع المال ويريح نفسه من وجع الرأس، ولكن العيب في من جاؤوا به وفي وجود جامعة غير منتخبة تدبر شؤون المنتخب الوطني كما لو أن رئيسها يدبر شأنا خاصا به، والعيب أيضا هو في وجود أعضاء جامعيين يجيدون الصمت، ويتقنون لعب دور «الكومبارس»، دون أن تكون لهم الجرأة للمطالبة بتطبيق القانون وبلفت انتباه المسؤولين إلى الأخطاء المرتكبة. لقد طفح الكيل من منتخب وطني تصرف عليه ملايير السنتيمات، ويتوفر على لاعبين مميزين، لكنه للأسف تقوده جامعة بدون استراتيجية عمل وغير منتخبة ديمقراطية، ويقوده مدرب أثبت أن حضوره كعدمه، لذلك فإن الحل قد يكون في حل الجامعة وفي ترسيخ الديمقراطية داخلها، لا أن يتم تعيين رئيس لها قد يجد الكثير من المبررات ليتهرب من المسؤولية، من قبيل أنه طلب منه أن يكون رئيسا للجامعة. إن اعتبار المدرب إيريك غيريتس كبش فداء يجب التضحية به، ليس كافيا لامتصاص الغضب، لأن كرة القدم المغربية في حاجة إلى تغيير جذري، عماده الديمقراطية في تدبير الشأن الرياضي.