جاء تعادل المنتخب الوطني أمام غامبيا أول أمس السبت، في الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل، ليؤكد أن المنتخب الوطني يواصل سيره نحو الهاوية. لم يكن التعادل بهدف لمثله أمام منتخب غامبيا ببانجول، هزيمة للاعبين، ولكنه كان هزيمة لجامعة علي الفاسي الفهري، وللمدرب البلجيكي إيريك غيريتس الذي مازال لم يستوعب بعد درس الإقصاء المؤلم من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون، مثلما لم يستفد من مباراتيه الوديتين أمام منتخبي بوركينافاصو والسنغال. في مباراة غامبيا واصل غيريتس تخبطه على كافة الواجهات، بل إنه في كثير من اللحظات اعتقدنا أن المنتخب الوطني يخوض المباراة دون مدرب، فلم نر أية بصمة لغيريتس، بقدر ما شاهدنا لاعبين يرغبون في حفظ ماء الوجه، وفي تحقيق الانتصار أمام منتخب غامبي مازال يبحث لنفسه عن موقع قدم في خريطة كرة القدم الإفريقية. على مستوى التشكيلة أحدث غيريتس تغييرات في خط الدفاع، فقد دفع باسماعيل بملعلم ليلعب إلى جانب المهدي بنعطية، علما أن غيريتس لم يمنح الفرصة لبلمعلم في أية مباراة ودية، وكان بالمقابل يشرك المدافع مصطفى لمراني، فمادام غيريتس مقتنعا بعطاء بلمعلم فلماذا لم يمنحه الفرصة في وقت سابق؟ أما في الهجوم فإن غيريتس، دفع بكريم أيت فانا أساسيا منذ البداية واحتفظ بنور الذين مرابط، علما أن أيت فانا الذي قدم إشارات إيجابية استدعاه غيريتس في آخر لحظة ليعوض اسماعيل العيساتي، أما في خط الهجوم فإن غيريتس أبقى على يوسف العربي الذي قال في الندوة الصحفية التي سبقت مباراة غامبيا إنه سيشركه أساسيا مفضلا الاعتماد على لاعب الرجاء ياسين الصالحي. أما لما أنهى المنتخب الوطني الجولة الأولى خاسرا بهدف لصفر، فإن غيريتس بدا أشبه بمدرب مبتدئ وهو يجري تغييرين في نفس الوقت، بدفعه بكل من نور الدين امرابط وحمزة بورزوق بدل عبد العزيز برادة وياسين الصالحي، قبل أن يدفع بيوسف العربي بديلا لكريم أيت فانا ليستنفد التغييرات المتاحة له، ويخوض المنتخب الوطني 15 دقيقة من الشوط الثاني بعشرة لاعبين بعد إصابة يونس بلهندة التي ستبعده أيضا عن مباراة الكوت ديفوار المقبلة بمدينة مراكش. لقد كشف إيريك غيريتس إفلاسه التقني، فالرجل لم يستقر بعد على تشكيلة أساسية، ومازال لم يكتشف بعد أسرار قيادة منتخب إفريقي أو اللعب في القارة السمراء. إن الاستمرار مع غيريتس كيفما كانت نتيجة مباراة الكوت ديفوار المقبلة مضيعة للوقت، وإن من يتحمل المسؤولية ليس المدرب غيريتس، ولكنها جامعة علي الفاسي الفهري التي جاءت به رغم أنف المغاربة، وانتظرته تسعة أشهر بالتمام والكمال ليصل إلى المغرب كفاتح عظيم، وأصرت برغم «فضيحة» الغابون على تجديد الثقة فيه، ومنحه قيادة المنتخب المحلي.