لم يجد إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني من مبررات يفسر بها الهزيمة أمام منتخب السنغال بهدف لصفر، في المباراة الودية التي جمعت بينهما يوم الجمعة الماضي بمراكش، في إطار التحضير لتصفيات كأس العالم، سوى طلبه مهلة أسبوع ليصنع منتخبا قويا سيكون بمقدوره الفوز على غامبيا والكوت ديفوار في تصفيات كأس العالم، قبل أن يؤكد أن الأداء الباهت مرده إلى وجود لاعبين جدد كثير منهم محليون في حاجة إلى مزيد من الوقت للانسجام، ولينخرطوا في منظومة المنتخب الوطني. بدا غيريتس وهو يتحدث في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة السنغال كمن فقد البوصلة، وبدا أنه يسير بدون اتجاه. إن مبررات غيريتس غير ذات معنى، وإن اللاعب المحلي لا يتحمل مسؤولية ذلك الأداء الباهت ولا تلك الصورة المرتبكة التي ظهر بها المنتخب. وإذا كان من المؤكد أن جامعة علي الفاسي الفهري هي المسؤول الأول عن هذا الضعف الذي أصبح عليه المنتخب الوطني والخراب الذي يعيشه، إلا أن غيريتس الذي يتقاضى أزيد من ربع مليار سنتيم شهريا، هو المسؤول عن اختياراته للاعبين، وعن أسلوب اللعب الذي ينهجه وعن طريقة التحضير. مباراة السنغال لم تمنحنا أية بارقة أمل، بل إنها جاءت لتزيد من درجة اليأس في صفوف المغاربة الذين يتابعون المنتخب الوطني. لقد ظل غيريتس منذ مجيئه ينظر إلى اللاعب المحلي بطرف العين، دون أن يعيره الاهتمام الكافي، بل إنه أعلن عن اللائحة النهائية التي شاركت في نهائيات الغابون 2012 قبل مباراة الديربي بين الرجاء والوداد، وعندما كان يسأل عن سبب عدم مناداته على المحليين كان يقول بأعلى صوت إن لديه قاعدة كبيرة من اللاعبين وأنه يراهن على الممارسين في أوربا. اليوم، وبعد أن وصل المنتخب الوطني إلى الحضيض تذكر غيريتس أن هناك لاعبين محليين يمكن أن يوجه لهم الدعوة، فجاء حضورهم بعدد كبير، علما أنه كان من المفروض أن يكون حضور المحليين بشكل دائم، حتى يكتسبوا الخبرة ويتمرسوا ثم عندما تتاح لهم الفرصة يكون بمقدورهم إظهار مؤهلاتهم وتقديم الإضافة لا أن يتعامل معهم غيريتس على أنهم عجلة احتياطية وما أن يسقط في الامتحان حتى يعلق فشله على مشجبهم، علما أن هناك محليين سرعان ما كشفوا مؤهلاتهم الكبيرة، كما هو الحال مع شمس الدين الشطيبي لاعب المغرب الفاسي الذي خاض مباراة السنغال دون مركب نقص، وأثبت أنه أفضل من كثير من «محترفي» غيريتس. لقد أثبت غيريتس إفلاسه التقني، فهو إلى اليوم لم يستطع الاستقرار على تشكيلة واحدة، وهناك تغييرات كبيرة في مختلف الخطوط، بل إنه منذ مجيئه وجه الدعوة لما يقارب 70 لاعبا، و أيا كانت نتيجة المنتخب الوطني أمام غامبيا والكوت ديفوار، فإن غيريتس لم يعد هو الرجل المناسب لقيادة المنتخب الوطني، وعلى الذين جاؤوا به أن يتحملوا مسؤوليتهم الكاملة، مثلما على الذين جددوا فيه الثقة بعد سقوط الغابون أن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأ كبيرا حتى لا نقول جرما في حق الكرة المغربية.