محمد راضي لم ينجح المنتخب الوطني لكرة القدم في تخطي حاجز المنتخب السنغالي، خلال المباراة الودية التي جمعتهما الجمعة الماضي، بالملعب الكبير بمراكش إثر هزيمته بهدف لصفر. وفشل المنتخب الوطني ومدربه إيريك غيريتس في تقديم عرض مقنع مغاير للصورة التي ظهر بها المنتخب الوطني المغربي، خلال منافسات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بالغابون وغينيا الاستوائية حينما خرج صاغرا منذ الدور الأول. ولم تستقطب المباراة الإعدادية جمهورا كبيرا بالرغم من تدني ثمن التذاكر، إذ لم يتعد عدد أفراد الجمهور الذين تابعو المباراة 2000 متفرج، فضلا عن الحضور اللافت لحوالي 40 مشجعا مكونا بالأساس من الطلبة السنغاليين، كما عرفت المباراة تعزيزات أمنية مكثفة. ولم يتردد الجمهور الحاضر خصوصا خلال الشوط الثاني للمباراة في توجيه سيل من عبارات الاستهجان والاحتجاج للاعبي المنتخب الوطني المغربي ومدربهم غيريتس، بسبب أدائهم الباهت الذي أثار العديد من علامات الاستفهام قبل أسبوع على مباراة غامبيا في تصفيات كأس العالم 2014، التي سيخوضها المنتخب الوطني ببانجول. وتمكن السنغالي موسى كوناتي منذ البداية من استغلال الارتباك الواضح وعدم الانسجام بين خطوط المنتخب الوطني المغربي، ليفتتح حصة التسجيل في الدقيقة 11 من الشوط الأول، إذ لم يجد أدنى صعوبة في اختراق منطقة دفاع المنتخب الوطني المغربي. وأقر إريك غريتس مدرب المنتخب الوطني المغربي بأن الأخير لم يقدم أداء مقنعا، وأضاف خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة بأن المنتخب المغربي لازالت تنقصه العديد من المقومات الأساسية، معتبرا الأمر طبيعيا بسبب التغييرات الجوهرية التي أقدم عليها وأملتها الغيابات القسرية لبعض أبرز لاعبي المنتخب الوطني خاصة بسبب غياب الجاهزية البدنية لدى كل من اللاعبين مروان الشماخ ويوسف حجي فضلا عن تعزيز تشكيلته لأول مرة ب12 لاعبا محليا، كما وجه إيريك غريتس النقد للاعبي خط الدفاع الذين لم يكونوا في أفضل حالاتهم، مما يعني بأن لاعبي المنتخب المغربي لازالوا يعانون من الغياب الواضح للأوتوماتيزمات اللازمة، كما أن الإعداد للمباراة لم يكن برأيه كافيا معتبرا بأن الالتحاق المرتقب لكل من اللاعبين عادل هرماش ويوسف العربي سيخلق الدينامية المطلوبة بالمجموعة. وأثنى غريتس الذي كان خلال الندوة الصحفية متضايقا ومنزعجا على اللاعب يونس بلهندة للمستوى التقني الذي أبان عنه خلال المباراة حيث كان نقطة الضوء الوحيدة معتبرا بأنه أصبح يشكل دعامة أساسية للمنتخب الوطني المغربي لقدرته على تقديم الإضافة النوعية. واعتبر غريتس الهزيمة أمام المنتخب السنغالي طبيعية خصوصا وأن الأخير يستحق الفوز لما قدمته عناصره من أداء وصفه بالجيد رافضا وصفه بمنتخب الدرجة الثانية، واستطرد قائلا: « امنحوني أسبوعا فقط وسأشكل منتخبا قادرا على تحقيق نتيجة إيجابية ضد المنتخب الغامبي يوم 2 يونيو المقبل، لدي الثقة الكاملة في إمكانيات اللاعبين الذين سيقدمون بدون شك أداء جيدا خلال المباراة التي سيجريها المنتخب المغربي بالعاصمة بانجول»، مبرزا بأنه قرر مستقبلا ألا يعتمد سوى على اللاعبين الجاهزين بدنيا والتي شاركت في أكبر عدد ممكن من المباريات». واعتبر غيريتس بأن المباراة التي سيخوضها ضد المنتخب الغامبي أهم من تلك التي ستجمعه بمنتخب الكوت ديفوار يوم تاسع يونيو المقبل بمراكش. إلى ذلك غيريتس خلال الندوة الصحفية أية إمكانية لفسخ عقده من جانب واحد مع الجامعة الملكية المغربية مؤكدا بتشنج واضح: «أنا هنا من أجل البقاء احتراما للعقد الذي يربطني بالجامعة إلى حدود العام 2014 وبالتالي ليس لدي أي سبب منطقي لفسخه، فأنا الآن بصدد بناء منتخب مثالي من أجل تحقيق الانتصار خلال المباراتين المقبلتين (ضد غامبيا والكوت ديفوار) بكلمة لن أذهب».