السيناريو الذي عاشه المنتخب الوطني قبل نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي جرت بالغابون وخرج من دورها الأول تكاد تتكرر اليوم، والمنتخب الوطني يستعد لانطلاق تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث سيواجه في ظرف ثمانية أيام منتخبي غامبيا والكوت ديفوار. قبل أسبوع على مباراة غامبيا، بدا البرنامج الإعدادي للمنتخب الوطني غير واضح المعالم، فقد كان مقررا أن يواجه في بادئ الأمر فريق مونبوليي بطل الدوري الفرنسي، لكن هذه المباراة ألغيت وتم تعويضها بمباراة ودية أمام منتخب السنغال، كان تقرر في البداية أن تجرى بدون جمهور قبل أن يتراجع غيريتس عن ذلك، ويقرر فتح أبواب الملعب أمام الجمهور لمتابعتها. إنه نفس السيناريو الذي عشنا فصولا منه بماربيا قبل نهائيات كأس إفريقيا، فباستثناء مكان إقامة التجمع فإن تفاصيل البرنامج التحضيري كانت مجهولة، بل إن المباراة الودية الثانية التي خاضها المنتخب الوطني في ذلك الوقت أمام بازل السويسري برمجت في اللحظة الأخيرة. على مستوى اختيارات اللاعبين يبدو غيريتس مرة أخرى حائرا، فمنذ مجيئه إلى المغرب وهو يوجه الدعوات بانتظام للاعبين الذين يمارسون بالخارج، بل إنه في نهائيات الغابون اقتصر الحضور على أربع لاعبين محليين فقط، بينهما الحارسين نادر لمياغري وعصام بادة. اليوم، فهم غيريتس الدرس متأخرا، ووجه الدعوة لعدد كبير من اللاعبين المحليين، هو الأكثر عددا منذ تعاقده مع علي الفاسي الفهري ليدرب المنتخب الوطني، علما أن الطريقة التي وجه بها الدعوة لهؤلاء اللاعبين تثير الاستغراب، لأنه لايمكن لمدرب إلى وقت قريب لم يكن يؤمن بعطاءات اللاعبين المحليين أن تتبدل قناعاته بشكل جذري. قبل نهائيات الغابون، ظل غيريتس يؤكد جاهزية المنتخب الوطني لخوض المنافسة بل إنه راهن على إحراز اللقب الإفريقي، الذي تحول إلى سراب في أول مباراتين للمنتخب الوطني بليبروفيل، علما أن غيريتس لما وصل إلى الغابون بدأ في الحديث عن الحرارة وعشب الملاعب وغيرها من المبررات. اليوم أيضا بدأ غيريتس في الحديث عن أرضية ملعب بانجول والعشب السيء للملعب، كما لو أنه ليس على دراية بأجواء اللعب في إفريقيا وظروفها. إنها جملة من التناقضات التي يقع فيها المدرب البلجيكي، والتي يبدو الخوف كبيرا من أن يدفع المنتخب الوطني ثمنها غاليا عندما يستهل التصفيات.