لم يكن الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، الإخفاق الوحيد لجامعة كرة القدم التي يقودها علي الفاسي الفهري، بل إنه مجرد حلقة جديدة من مسلسل طويل من الهزائم، دشنته الجامعة بعدم اقتطاع تذكرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010بجنوب إفريقيا، ونهائيات كأس إفريقيا بأنغولا في السنة نفسها، ليصل الإخفاق مداه بخروج «كارثي» من نهائيات غينيا الاستوائية والغابون. إقصاء مزدوج في 16 أبريل من سنة 2009 تم تنصيب الفهري رئيسا للجامعة خلفا للجنرال حسني بنسليمان، وذلك عقب هزيمة المنتخب الوطني بالدار البيضاء أمام الغابون بهدفين لواحد، في مباراته الأولى من الدور الأخير. رحل الجنرال وتولى الفهري المهمة، علما أن المنتخب الوطني كانت ما تزال أمامه خمس مباريات كان بمقدوره أن يتدارك الموقف خلالها، خصوصا أن منتخب الكامرون الذي ضمن بطاقة التأهل عن المجموعة كان قد خسر بدوره مباراته الأولى، أمام الطوغو، بل إن المنتخب الوطني حقق في الجولة الثانية تعادلا من ذهب أمام الكامرون بياوندي(0-0)، أنعش آماله. لكن بدل أن تعمل الجامعة على وضع المنتخب الوطني في الطريق الصحيح، وأن تقوم بتصحيح اختلالاته، فإنها فوتت الكثير من الفرص، وظلت تتحين الفرصة لإسقاط المدرب روجي لومير، ليدخل المنتخب الوطني النفق المظلم للنتائج السلبية. لقد سقط المنتخب في فخ التعادل مع الطوغو بالرباط (0-0)، وفقد الكثير من حظوظه، قبل أن تقرر الجامعة إنهاء مهام المدرب الفرنسي روجي لومير، وتعويضه بتركيبة رباعية ضمت حسن مومن والحسين عموتة وجمال السلامي وعبد الغني الناصري. قادت هذه التركيبة، المنتخب الوطني في ثلاث مباريات، تعادل في الأولى مع الطوغو بلومي(1-1) وخسر في الثانية أمام الغابون بليبروفيل(1-3)، قبل أن ينهار في الجولة الأخيرة أمام الكامرون بفاس(0-2)، ويخرج من الباب الضيق، دون أن يضمن حتى تأهله لنهائيات كأس إفريقيا التي جرت بأنغولا، والتي كان من شأن المشاركة فيها أن تفيد المنتخب الوطني وعددا من لاعبيه الجدد. سنة من الانتظار عندما أنهى المنتخب الوطني التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، بخروج صاغر، لم تحسم الجامعة في هوية المدرب الذي سيقود المنتخب، وأنهت في المقابل مهام التركيبة الرباعية التي أسندت لها مهمة الإشراف على المنتخب الوطني مؤقتا. لم يخض المنتخب الوطني أية مباراة ودية، على امتداد سنة، ولم يلتق اللاعبون في ما بينهم، لذلك لم يتردد العميد الحسين خرجة في انتقاد الوضع في ذلك الوقت، وأشار إلى أنه كان من المفروض أن يخوض المنتخب الوطني مباريات ودية، بدل أن يعيش الفراغ. في الوقت الذي كانت منتخبات إفريقيا تستعد وتخوض مباريات ودية وتصلح أخطاءها، كانت جامعة كرة القدم، تلعب ورقة المدرب المقبل، وتؤكد أنها ستتعاقد مع مدرب «عالمي». ظل الإعلام يلوك في كل مرة اسما، قبل أن يتبين أن الاختيار وقع على البلجيكي إيريك غيريتس، الذي كان يشرف في ذلك الوقت على تدريب الهلال السعودي، والذي رأت جامعة الفهري، أنه هو الوحيد المؤهل لقيادة المنتخب الوطني. تعاقدت الجامعة مع غيريتس، وفي سابقة من نوعها، تكلف مساعده دومينيك كوبرلي بقيادة المنتخب الوطني مؤقتا، إلى حين أن ينهي مهامه مع الهلال السعودي، علما أن المنتخب الوطني كانت تنتظره مباراتين مهمتين في تصفيات كأس إفريقيا أمام إفريقيا الوسطى وتانزانيا. إنذار إفريقيا الوسطى في رابع شتنبر 2009 كان المنتخب الوطني يخوض مباراته الأولى في تصفيات كأس إفريقيا 2012، حيث استضاف منتخب إفريقيا الوسطى الأخير في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، إذ كان في ذلك الوقت يحتل المركز 202. عجز المنتخب الوطني في أول مباراة عن تحقيق الفوز، واصطدم بصلابة منتخب شاب، لكنه عنيد، لتنتهي المباراة بتعادل سلبي، كان من شأنه أن يعجل بإقصاء المنتخب الوطني، لولا أن المنتخب الجزائري سقط في «فخ» التعادل بهدف لمثله بملعبه أمام منتخب تانزانيا. وكان على المنتخب الوطني أن يتدارك الموقف في دار السلام وأن يعود بنتيجة الفوز، حتى يكون بمقدوره المحافظة على حظوظه، وقد نجح في العودة بالنقاط الثلاث بعد فوز كان صانعه هو منير الحمداوي، في الوقت الذي سقط فيه المنتخب الجزائري مرة أخرى بخسارته ببانغي بهدفين لصفر أمام إفريقيا الوسطى. أخيرا جاء غيريتس في 18 نونبر من سنة 2010، كان البلجيكي إيريك غيريتس على موعد مع أول مباراة له مع المنتخب الوطني، إذ قاده إلى بلفاست لمواجهة منتخب إيرلندا الشمالية، ثم خاض مباراة ودية بمراكش أمام منتخب النيجر، قبل أن يتوجه إلى عنابةبالجزائر لقيادة المنتخب الوطني في أول مباراة رسمية، وفي وقت ظل يؤكد أنه سيعود بالفوز من قلب الجزائر، فإنه خسر بهدف لصفر، قبل أن يتدارك الموقف إيابا بمراكش بفوز بأربعة أهداف لصفر، أعطى صورة خادعة عن المنتخب الوطني. لم يتأهل المنتخب الوطني إلى النهائيات إلا بصعوبة، فقد تعادل في الجولة الخامسة بشق الأنفس أمام منتخب إفريقيا الوسطى(0-0)، وحقق التأهل بصعوبة على حساب تانزانيا بثلاثة أهداف لواحد في آخر مباريات التصفيات. ناقوس دورة «إل. جي» عندما أنهى المنتخب الوطني تصفيات كأس إفريقيا بتحقيق التأهل، تم تنظيم دورة»إل.جي» الدولية الودية بمراكش، حيث كان على المنتخب الوطني أن يواجه أوغندا والكامرون. في المباراة الأولى خسر بهدف لصفر، وفي ثاني مبارياته أمام الكامرون تعادل بهدف لمثله، لكنه انهزم بالضربات الترجيحية، وبدا خط الهجوم المغربي عاجزا عن الوصول إلى الشباك. وبدل أن يسعى المنتخب الوطني إلى تصحيح أخطائه، بإجراء مباريات ودية، فإن البلجيكي إيريك غيريتس، أصر على برمجة تجمع تدريبي بماربيا الإسبانية، حيث الثلوج تتساقط، وحيث الطقس مختلف عن ليبروفيل، مكتفيا بخوض مباراتين وديتين أمام فريقين سويسريين(غراشوبير زيوريخ وبازل). «حرارة» ليبروفيل بمجرد أن حطت الطائرة التي تقل المنتخب الوطني بمطار ليبروفيل، حتى سارع إيريك غيريتس إلى التأكيد أن درجة الحرارة والرطوبة مرتفعة، ثم في لحظات أخرى بدأ في الحديث عن «عشب» الملعب، قبل أن يصطدم بواقع مباراة تونس التي خسرها المنتخب الوطني بهدفين لواحد، ويتكرر السيناريو نفسه أمام الغابون(2-3)، ليودع المنتخب الوطني النهائيات بشكل مبكر، وبأسوأ مشاركة في تاريخه.