في مارس من سنة 2009 وضع المنتخب الغابوني نقطة نهاية لجامعة كرة القدم التي كان يقودها الجنرال حسني بنسليمان، عقب فوزه بالدار البيضاء على المنتخب الوطني بهدفين لواحد، ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. فجرت الهزيمة غضبا واسعا في الشارع المغربي، فكان مصير الجنرال وأعضاء مكتبه الجامعي هو الرحيل، وعين بدلا منه في 16 أبريل 2009 علي الفاسي الفهري. اليوم، تكاد الصورة تتكرر، فمنتخب الغابون عاد مرة أخرى ليهزم المنتخب الوطني، وهذه المرة بثلاثة أهداف لاثنين، ليسقط بذلك آخر ورقة توت عن الجامعة، ويكشف ضعفها، و»يفضح» تواضع المدرب إيريك غيريتس. عندما أطاح المنتخب الغابوني بجامعة بنسليمان، لم تتأخر وكالة المغربي العربي للأنباء، في الكشف عن بديله، معلنة أن علي الفاسي الفهري مدير المكتب الوطني للماء والكهرباء، هو المرشح لخلافة الجنرال، وسارت قنوات القطب العمومي في الاتجاه نفسه، وهي تذيع الخبر، بينما لم يتم الإعلان عن بقية الترشيحات. «مرشح القصر» تم تقديم الفهري على أنه مرشح للقصر، وأرغم جميع المرشحين على الانسحاب، ليظل الفهري مرشحا وحيدا، رغم أنه كان يفتقد للصفة القانونية التي تخول له حتى دخول قاعة الجمع العام. عين الفهري رئيسا، في وقت كان فيه المنتخب الوطني يخوض التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، بل إن حظوظ جميع المنتخبات كانت متساوية لانتزاع بطاقة التأهل، خصوصا بعد العودة من ياوندي بتعادل دون أهداف أمام المنتخب الكامروني، لكن تعادل الكامرون كان خادعا، ليسقط المنتخب الوطني في الامتحان دون أن يحقق حتى التأهل إلى نهائيات أنغولا 2010. عندما أنهى المنتخب الوطني التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010 محتلا للمركز الأخير عقب هزيمته بمدينة فاس أمام منتخب الكامرون بهدفين لصفر، دخل المنتخب الوطني مرحلة فراغ، دون أن يجري أية مباراة ودية، وبدل أن يتم الحسم في هوية المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني، حتى يستفيد من مساحة زمنية أكبر لجمع شتاته، فإن إصرار جامعة الفهري كان كبيرا على ترك المنتخب الوطني بدون قائد، خصوصا مع الإصرار الكبير لرئيسها ولبعض أعضائها على التعاقد مع البلجيكي إيريك غيريتس، الذي كان يشرف على الهلال السعودي. تعاقدت الجامعة مع غيريتس، وكان عليها أن تنتظر إقصاءه رفقة فريق الهلال في عصبة الأبطال الأسيوية، حتى يحل بالمغرب ليباشر مهامه. قبل مجئ غيريتس، تولى مساعده دومينيك كوبرلي قيادة المنتخب الوطني مؤقتا، حيث خاض مباراتين جمعته الأولى بالرباط بمنتخب إفريقيا الوسطى، وانتهت متعادلة دون أهداف، لتدق بذلك ناقوس الخطر، وتثير علامات استفهام كبيرة، أما المباراة الثانية فكانت أمام منتخب تانزانيا بدار السلام، وانتهت بفوز المنتخب الوطني بهدف لصفر. بعد حوالي عام من الانتظار حل غيريتس بالمغرب، وكانت أول مباراة يقود فيها المنتخب الوطني أمام الجزائر بعنابة، حيث خسر المنتخب الوطني بهدف لصفر، رغم أن غيريتس ظل يؤكد أنه سيسافر إلى الجزائر من أجل تحقيق الفوز. كان وقع الهزيمة كبيرا، لذلك كانت أمام المنتخب الوطني فرصة سانحة للتدارك بمراكش في رابع يونيو، عندما استضاف الجزائر، ومدفوعا بجماهيره غفيرة، تمكن المنتخب الوطني من تحقيق فوز كاسح بأربعة أهداف لصفر، مما فجر فرحة كبيرة وسط الشارع المغربي، خصوصا أن الفوز الذي تحقق كان على حساب منتخب الجزائر الذي تعرفه مواجهاته إثارة من نوع خاص، ويتم تغلفها بطابع سياسي، لذلك غطت النتيجة على عيوب الأداء. بعد مباراة الجزائر، كان على المنتخب الوطني أن يشد الرحال إلى بانغي لمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى في الجولة الخامسة، حيث كان عليه أن يفوز أو يتعادل ليتجنب الإقصاء، حصل المنتخب الوطني على تعادل صعب، مكنه من البقاء في سباق التأهل، على أن يحسم تأهله إلى النهائيات في مباراة الجولة الأخيرة أمام تانزانيا بمراكش، وهو ما تمكن من تحقيقه بعد فوزه بثلاثة أهداف لواحد. تأهل خادع كان تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس إفريقيا خادعا، فالأرقام أظهرت أن المنتخب الوطني كان من بين المنتخبات المؤهلة التي جمعت أقل عدد من النقاط، والتي حققت أقل عدد من الانتصارات، إذ فاز في ثلاثة فقط، مقابل هزيمة وتعادلين، وهو مايجعله ضمن المنتخبات الثلاث الأخيرة في التصنيف. بدل أن تلزم جامعة كرة القدم المدرب غيريتس بتصحيح أخطائه، فإنه بدا غير مدرك لذلك، وحتى لما دقت دورة «إل.جي» ناقوس الخطر بعد خسارة المنتخب الوطني أمام منتخبي أوغندا وتعادله أمتم الكامرون، فإن الأخطاء تواصلت، لتأتي الضربة القاضية بعدم برمجة مباريات ودية أمام منتخبات قوية، ثم برمجة تجمع تدريبي بماربيا الإسبانية، حيث درجة الحرارة منخفضة، والثلوج تتساقط على مقربة من اللاعبين، في الوقت الذي ستدور فيه النهائيات وسط درجة حرارة عالية ورطوبة مرتفعة. كابوس»الكان» وهو في طريقه إلى العاصمة الغابونية ليبروفيل، حرص المدرب غيريتس على أن يلبس المنتخب الوطني «ثوب» البطل، وهو يعلن انه يراهن على التتويج باللقب الإفريقي، لكن حقيقة الملعب أظهرت أن «الحلم» تحول إلى «كابوس»، ففي أول مباراة أمام منتخب تونس خسر المنتخب الوطني بهدفين لواحد، ثم شرب من الكأس نفسها أمام الغابون وانهزم بهدفين لثلاثة، ليعلن خروجه المبكر من النهائيات، في أسوأ مشاركة في تاريخ المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا منذ سنة 1972 عندما شارك لأول مرة. حصيلة كارثية منذ تولي علي الفاسي الفهري رئاسة جامعة كرة القدم، خاض المنتخب الوطني 13 مباراة، فاز في ثلاثة فقط، وخسر في ست مباريات وتعادل في ثلاثة. لم يتأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم 2010، وكأس إفريقيا في السنة نفسها بأنغولا، كما أقصي من الدور الأول في نهائيات غينيا الاستوائية والغابون 2012. 7 مدربين في ثلاث سنوات في أقل من ثلاث سنوات هي المدة التي قاد فيها علي الفاسي الفهري جامعة كرة القدم، تعاقب على تدريب المنتخب الوطني سبعة مدربين، لقد تولى المهمة الفرنسي روجي لومير، ومباشرة بعد التعادل مع منتخب الطوغو بدون أهداف في تصفيات كأس العالم 2010 تم الاستغناء عنه، ليغادر وهو يحمل في جيبه ما يقارب المليار سنتيم، ليخلفه بعذ ذلك الرباعي المغربي المتكون من حسن مومن وجمال السلامي وعبد الغني الناصري والحسين عموتة، الذي أعلنت الجامعة أنهم سيتولون المهمة مؤقتا دون أن يكونوا مطالبين بأي شيء. بعد أن أنهى هذا الرباعي مهمته المؤقتة، تولى دومينيك كوبرلي مهمة تدريب المنتخب الوطني إلى حين حضور المدرب إيريك غيريتس، الذي كان ملتزما بتدريب الهلال السعودي والذي تم تقديمه على أنه مدرب عالمي، لتكون المحصلة النهائية هي سبعة مدربين.