يخوض المنتخب الوطني يومه الجمعة مباراة «الحسم» في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، عندما يلتقي بملعب الصداقة بليبروفيل بمنتخب الغابون، منظم البطولة. لا توجد خيارات كثيرة أمام المنتخب الوطني، فهو مطالب بالفوز ليبقي على آماله، ويواصل التنافس على التأهل إلى الدور الموالي، لكن هل بمقدور المنتخب الوطني تحقيق الفوز، وهل يملك الأسلحة التي ستمكنه من حسم «المعركة» لصالحه؟ لقد جاء المنتخب الوطني إلى الغابون وهو في «ثوب» البطل، فمدربه إيريك غيريتس ظل يصرح أنه يراهن على إحراز اللقب، في الوقت الذي كان فيه عدد من المحللين يضعونه ضمن خانة البلدان المرشحة للفوز، لكن الهزيمة في المباراة الأولى أمام تونس، قلبت الحسابات، وبدل أن يعيش المنتخب الوطني ضغط البحث عن اللقب، فإنه يعيش اليوم،»رعب» الإقصاء، ويخشى أن يودع البطولة بشكل مبكر. إذا كان المنتخب الوطني خسر مباراة تونس، فإن الإيجابي في المباراة أن اللاعبين المغاربة هم الذين فرضوا إيقاع لعبهم، وهم الذين ظلوا يبحثون عن طريق المرمى، في الوقت الذي لجأ فيه المنتخب التونسي إلى الهجمات المضادة، وعرف كيف ينتزع الفوز. لقد كان درس مباراة تونس قاسيا، لكنه بالتأكيد مفيد. الخسارة أمام تونس لا تعني الإقصاء، فالمنتخب الإسباني خسر مباراته الأولى في نهائيات جنوب إفريقيا أمام منتخب سويسرا، لكنه عرف يخرج من «عنق الزجاجة»، ويتوج في النهاية بطلا للعالم، لذلك فإن الفوز على الغابون ممكن، حتى وإن كان هذا المنتخب يتمتع بأسبقية معنوية وهو الذي سبق له أن هزم المغرب ذهابا وإيابا في تصفيات كأس العالم وإفريقيا 2010. الفوز لن يتحقق إلا إذا تخلى غيريتس أولا عن عناده، واعترف بأخطائه وعمل على تصحيحها، وثانيا: إذا اختار اللاعبين الجاهزين، والذين لهم تنافسية كبيرة، ولا يعانون من برودة كراسي الاحتياط في فرقهم الأوروبية، وثالثا: إذا تمكن من إخراج اللاعبين من دائرة الهزيمة أمام تونس وجدد روحهم المعنوية. في مباراته الأولى مع المنتخب الوطني ضمن تصفيات كأس إفريقيا، كانت آمال كبيرة معقودة على غيريتس، خصوصا أنه قال إنه ذاهب إلى الجزائر من أجل الفوز، لكنه خسر بعنابة بهدف لصفر، تداركه إيابا بمراكش برباعية. تكرر السيناريو نفسه أمام تونس، وخسر المباراة الأولى، وعليه أن يتدارك الأمر أمام الغابون، لكن شريطة التواضع والحفاظ على قدميه في الأرض، فأول الدروس التي تعلمها إفريقيا هي التواضع.